تلقى الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالا من سيدة من دمياط تقول فيه: “بيجيلي وسواس لما بصلي إني بعمل ده لمجرد خوف من ربنا، فهل لو بصلي خوفًا من الله مش باخد ثواب؟”
وفي رده، أوضح أمين الفتوى، خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات في برنامج “فتاوى الناس”، المذاع على قناة الناس، أن العبادة خوفًا من الله لا تُحرم صاحبها الثواب، بل يُثاب عليها المسلم، لأن الخوف من الله دافع نبيل يعبر عن يقظة القلب وشعور العبد بعظمة مولاه وهيبته، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى يثيب كل من أقبل عليه مخلصًا، سواء بدافع الخوف أو الرجاء أو المحبة.
وأضاف فخر أن المطلوب من المسلم أن يترقى في عبادته، فينتقل من مرحلة الخوف إلى مرحلة الحب، فيعبد الله لأنه يحبه، لا لمجرد أنه يخاف عقابه، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أرحنا بها يا بلال”، موضحًا أن النبي جعل من الصلاة راحةً للروح لا مجرد أداءٍ للواجب.
وبين أمين الفتوى أن الراحة الحقيقية ليست راحة الجسد بالنوم، بل راحة القلب بالصلاة، فهي السكينة والطمأنينة التي يبحث عنها الإنسان، ولهذا كان بلال رضي الله عنه يقول عند الفجر: “الصلاة خير من النوم”، لأنها راحةٌ أرقى وأصفى.
وحول الجمع بين الخوف والرجاء، قال فخر إن حال المؤمن يتقلب بين المقامين، فهو يخاف من تقصيره ويرجو رحمة الله في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أن هذه الموازنة الدقيقة هي ما تجعل القلب سليمًا والعبادة صادقة.
وختم الدكتور علي فخر، قائلًا: “نسأل الله أن يرفعنا من عبادة الخوف إلى عبادة الحب، وأن يجعلنا من الذين يعبدونه شوقًا إليه، لا فقط رهبةً من عقابه، فكلما ازداد الحب زادت الطاعة، وارتقينا في مراتب القرب من الله”.
اقرأ أيضاً:
زوجي يفشي أسرارنا لأهله وحلف عليَّ بالطلاق ما أزور أمي.. فما الحكم؟.. عالمة أزهرية تجيب
