تستعد فرقة “مسرح الحي”، إحدى أبرز الفرق المسرحية التي رسخت حضورها في ذاكرة الفن المغربي، لتقديم عرضها الجديد “سِرّي مَري” لأول مرة بمدينة كلميم يوم 4 نونبر المقبل، في إطار الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
ويأتي هذا العرض ضمن مشروع فني تشرف عليه جمعية فرقة الخياري للمسرح والفنون، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة، في مبادرة تهدف إلى إعادة الروح إلى المسرح الشعبي المغربي واستحضار رموزه ورواده الذين صنعوا مجده.
المسرحية من تأليف مصطفى فقي، وإخراج عبد الإله عاجل، وتحمل رؤية فنية معاصرة تمزج بين الضحك والنقد الاجتماعي، وتتناول بلمسة ساخرة مجموعة من القضايا الراهنة التي تمس واقع المواطن المغربي، من خلال مواقف مستوحاة من الحياة اليومية.
وتشارك في هذا العمل نخبة من أسماء الكوميديا المغربية التي واكبت أجيالا متعاقبة من عشاق المسرح، يتقدمها محمد الخياري وعبد الإله عاجل ونجوم الزهرة، إلى جانب إبراهيم خاي وجواد السايح وسعيد لهويل ومحمد أمين أيميل، في توليفة تجمع بين الخبرة والانسجام وروح الدعابة.
وتسعى مسرحية “سِري مَري” إلى إعادة الاعتبار للمسرح كفضاء للتفكير والضحك في آنٍ واحد، إذ يندرج هذا العمل “في إطار توجه فني يروم استعادة مكانة المسرح الشعبي في الساحة الثقافية، من خلال مواضيع قريبة من الناس تعالجها الكوميديا بذكاء وجرأة”.
وتحاول المسرحية أن توازن بين التسلية والرسائل العميقة، إذ تقدم نقدا لاذعا لبعض السلوكيات الاجتماعية في قالب ساخر، دون أن تغفل البعد الإنساني في معالجة القضايا اليومية التي تهم المواطن.
ويراهن “مسرح الحي” على هذا العرض الجديد لإعادة التواصل مع الجمهور، بعد فترة من الغياب عن الساحة، مستحضرا إرثه الفني الذي بصم الذاكرة المسرحية المغربية بأعمال خالدة جمعت بين الكلمة الهادفة والابتسامة الصادقة.
ويؤكد منظمو الحدث أن اختيار مدينة كلميم لإطلاق العرض الأول لم يكن اعتباطيا، إذ يحمل رمزية خاصة باعتبارها بوابة الصحراء المغربية، كما أن المناسبة الوطنية خمسينية المسيرة الخضراء تمنح العرض بعدا احتفاليا يعكس ارتباط الفن بالهوية والوطن.
المصدر: وكالات
