أثار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «OpenAI»، ضجةً كبيرة في عالم التكنولوجيا وخارجه، بعدما قدم رؤيته لمستقبلٍ زاخرٍ بـ«100» مليون جهاز ذكاء اصطناعي صغير الحجم، يعمل بدون شاشة، مصمم لفهم الحياة اليومية لمستخدميه وتوقعها، بل ومراقبتها عن كثب، إذ يمكن اعتبار أن المفهوم مستقبلي بشكل مُخيف، لدرجة أنه يبدو كفيلم مُقتبس من مسلسل «Black Mirror»، حسبما أوردته مجلة «The Economic Times».
العقول وراء الآلة
بالتعاون مع مصمم آبل الأسطوري جوني آيف، يسعى ألتمان إلى تصميم منتج يُناسب مكتبك بجوار جهازك الآيفون وماك بوك، وهذا ليس مجرد جهاز عادي، بل ثورة في عالم الحوسبة الشخصية، إذ يُوصف هذا الجهاز الغامض، بأنه خالٍ من الشاشات ومُدرك للسياق، ووفقًا للتقارير، سيُكيف نفسه مع بيئته، مُلتقطًا الإشارات الدقيقة، ومتعلمًا كيف يكون المساعد الرقمي الأكثر فائدةً وسلاسةً.
«نطاق غير مسبوق».. شحن 100 مليون وحدة
وفقًا لتسريبات، وجّه ألتمان فريقه للاستعداد لأسرع عملية إطلاق لـ«100» مليون جهاز على الإطلاق، بدعم من خطة بقيمة 6.5 مليار دولار، للاستحواذ على شركة التصميم io التابعة لجوني آيف، في إطار تهيئة OpenAI نفسها لدخول نادي التريليون دولار.
وبينما لا نعرف بعد ما إذا كان الجهاز سيسجل المحادثات أو يراقب السلوكيات آنيًا، إلا أنه من الواضح أن ألتمان وآيف يعتقدان أن التفاعل التقليدي القائم على الشاشة في طريقه إلى الزوال، إذ تهدف هذه الخطوة إلى إبعاد الناس عن الشاشات تمامًا، ونقلهم إلى شكل جديد من الحوسبة المحيطة وغير المرئية.

مستقبل يكتنفه الغموض والدعاية
من المتوقع إطلاق الجهاز أواخر عام 2026، إلا أنه لا يزال محاطًا بالسرية التامة، حتى وظائفه الأساسية سرية، ومحمية من التجسس، لكن الضجة الإعلامية لا يمكن إنكارها، ففي تقرير سابق لصحيفة «نيويورك تايمز»، أُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، قد يصبح أخيرًا قويًا بما يكفي لتبرير فئة جديدة كليًا من الأجهزة، فئة تُعيد تعريف علاقتنا بالتكنولوجيا، كما يقال إن هذا الرفيق الذكي سيُشحن أسرع من أي ابتكار تقني من نوعه، وهو ادعاء جريء، لكنه يتماشى مع وتيرة OpenAI الطموحة الأخيرة.
