صحة
يُعدّ فتق الحجاب الحاجز من الحالات الشائعة التي قد لا ينتبه المصابون بها إلى خطورتها في بداياتها، ونظرًا لتشابه أعراضها مع مشكلات المعدة البسيطة، ومع مرور الوقت، قد تتفاقم الحالة لتؤدي إلى مضاعفات تهدد سلامة الجهاز الهضمي بالكامل، هذا الأمر الذي يستدعي وعيا صحيا ومتابعة طبية مستمرة لتفادي تطور الأعراض وحدوث مضاعفات قد تصل إلى التدخل الجراحي.
ما هو فتق الحجاب الحاجز؟
يحدث فتق الحجاب الحاجز وفقًا لـ«مايو كلينك»، عندما يندفع جزء من المعدة نحو الأعلى، عبر فتحة الحجاب الحاجز التي تفصل بين الصدر والبطن، ويعود ذلك إلى ضعف في عضلات الحجاب الحاجز أو زيادة الضغط داخل البطن، مما يسمح للمعدة بالصعود إلى تجويف الصدر، مسببًا اضطرابًا في وظائف الجهاز الهضمي.
أسباب الإصابة بفتق الحجاب الحاجز
تتنوع الأسباب المؤدية إلى فتق الحجاب الحاجز، ومن أبرزها:
- التقدم في السن، الذي يضعف عضلات الحجاب الحاجز
- السمنة المفرطة
- الحمل المتكرر
- الكحة المزمنة أو حالات الإمساك الشديد
- رفع الأوزان الثقيلة بشكل خاطئ
- وجود عيوب خلقية منذ الولادة
- أعراض فتق الحجاب الحاجز
- تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكن من أكثرها شيوعًا:
- الإحساس بحرقة المعدة “الارتجاع الحمضي”
- آلام في منطقة الصدر أو أعلى البطن
- صعوبة في البلع
- الشعور بالانتفاخ والتجشؤ المستمر
- امتلاء سريع عند تناول الطعام
متى تصبح الحالة خطيرة؟
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي فتق الحجاب الحاجز إلى التواء المعدة أو اختناقها، وهي مضاعفات تتطلب تدخلا طبيا عاجلا، وفي هذا السياق، صرح الدكتور إسلام رشاد، استشاري أمراض الجهاز الهضمي، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن فتق الحجاب الحاجز من الحالات الشائعة التي نستقبلها في العيادات بشكل دوري، والمشكلة الكبرى أن كثيرًا من المرضى يتعاملون مع الأعراض كأنها مجرد حموضة بسيطة، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص وزيادة حدة الأعراض لاحقًا.
وأضاف أن العلاج الدوائي فعال في المراحل الأولية، حيث نلجأ إلى مثبطات إفراز الحمض ومضادات الحموضة، أما في الحالات المتقدمة أو التي لا تستجيب للعلاج، فنلجأ إلى التدخل الجراحي باستخدام المنظار، وهو ما يحقق نسب نجاح عالية حاليًا، مع تقليل فترة النقاهة.
وأشار إلى أهمية الوقاية قائلاً أن الحفاظ على الوزن المثالي، وتجنب الأطعمة الدهنية، وعدم تناول الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل، من العوامل التي تساهم بشكل كبير في الوقاية من هذه الحالة.
الوقاية من فتق الحجاب الحاجز
ينصح «رشاد»، باتباع عدد من الإرشادات لتقليل فرص الإصابة، من بينها:
- الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة
- الامتناع عن تناول وجبات ثقيلة قبل النوم
- رفع الرأس أثناء النوم لتقليل ارتجاع الحمض
- تناول وجبات صغيرة متعددة بدلًا من وجبة كبيرة
- تجنب المشروبات الغازية، والوجبات الدسمة، والتوابل الحارة
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة
علاج فتق الحجاب الحاجز
ينقسم العلاج إلى قسمين رئيسيين:
– أولاً: العلاج الدوائي
يُستخدم لعلاج الأعراض في الحالات البسيطة أو المتوسطة، ويشمل:
- مثبطات مضخة البروتون “مثل الأوميبرازول”
- مضادات الحموضة
- أدوية تساعد على تحسين حركة المعدة وتخفيف الارتجاع
– ثانيًا: العلاج الجراحي
يُستخدم في الحالات الشديدة أو عند فشل العلاج الدوائي، ويشمل:
- جراحة تقليدية أو باستخدام المنظار
- إعادة المعدة إلى مكانها الطبيعي وتقوية فتحة الحجاب الحاجز
- غالبًا ما يُفضّل استخدام المنظار لكونه أقل تدخلاً ويوفر وقتًا أسرع للتعافي