صحة
غاب أمح الدولي عن الحضور، بعدما خسر معركته الأخيرة أمام المرض؛ ليرحل عن عالمنا أحد أكثر مشجعي النادي الأهلي تميزًا.
عانى أمح الدولي من كسر العمود الفقري الذي تسبب في سلسلة من الأزمات الصحية المتلاحقة، شملت التهابًا رئويًا حادًا وجلطات دماغية، قبل أن يُعلن عن وفاته رسميًا، ما أثار حالة من الحزن الكبير بين الجماهير، وأشعل مشاعر التعاطف والدعاء عبر منصات التواصل الاجتماعي.
أمح الدولي.. حضور طاغٍ في غيابه
أثار خبر وفاة محمد أحمد عبد الغني، المعروف باسم أمح الدولي، حالة من الأسى داخل الأوساط الرياضية والشعبية، خصوصًا أنّه كان أحد الوجوه المحببة في الملاعب المصرية.
وظهر في أكثر من مناسبة كروية وفنية بروحه المرحة وتفاعله العفوي، ونعاه الآلاف على منصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان الوفاة من خلال صفحته الرسمية، التي أكدت وفاته صباح اليوم، داعية محبيه للصلاة عليه بمسجد السيدة عائشة وسط أجواء حزينة.
كسر في العمود الفقري
بدأت رحلة المعاناة الصحية لأمح الدولي بإصابة خطيرة في فقرات العمود الفقري، بعد علاج طبيعي خاطئ، ما أدى إلى كسر مزدوج في الفقرتين T11 وT12، وهما من المناطق الحساسة في نهاية العمود الفقري، وتسببت إصابة بفقدان القدرة على الحركة لأكثر من شهرين، وخضع خلالها لعدة جراحات دقيقة ومعقدة، وعلى الرغم من بعض التحسن النسبي، فإن حالته تدهورت مجددًا، بسبب المضاعفات الناتجة عن الإصابة.

رحلة علاج طويلة ومعاناة مستمرة
واصل أمح الدولي رحلته العلاجية بشجاعة نادرة، حيث تلقى جلسات علاج طبيعي مكثفة، بالإضافة إلى الأدوية المذيبة للجلطة التي أُصيب بها لاحقًا، وسط دعم كبير من محبيه، وشارك شقيقه، المعروف بـ«ميمو الدولي»، متابعيه بتطورات حالته أولًا بأول، عبر منشورات على إنستجرام، وأكد أنّ أمح تلقى علاجًا خاطئًا في بداية الأزمة، ما ضاعف من حالته الصحية سوءًا.
جلطة في المخ والتهاب رئوي حاد
تعرّض أمح الدولي لجلطة دماغية مفاجئة تسببت في تدهور كبير في وعيه العام، ما استدعى نقله إلى المستشفى فورًا، وبحسب مصادر طبية، فقد أدت الجلطة إلى خلل كبير في الإشارات العصبية، تبعها التهاب رئوي حاد نتيجة ضعف المناعة الناتج عن الإجهاد العام وعمليات العمود الفقري السابقة.
ووفقًا لتقارير طبية، فإن كسر العمود الفقري أثّر على الدورة الدموية وقدرة الجسم على مقاومة العدوى، مما أدى إلى تدهور الجهاز التنفسي وظهور أعراض تسمم دموي، وهي مضاعفات خطيرة لا يمكن مقاومتها إلا في مراحل مبكرة.
التشخيص الطبي والمخاطر المحتملة
أكد الدكتور أسامة فرج، استشاري العظام، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ إصابات الفقرات T11 وT12 تُعد من أخطر أنواع الكسور التي قد تؤثر على الحبل الشوكي، ما يؤدي إلى شلل جزئي أو كلي، وأضاف أن هذه الإصابات تتطلب رعاية دقيقة، واستخدام أدوات تثبيت، إلى جانب تقييم عصبي مستمر، لأن إهمالها قد يقود إلى مضاعفات تؤثر على الحركة والإحساس بل وحتى الوظائف الحيوية مثل التنفس والتحكم في المثانة.
من جانبه، أوضح الدكتور محمود عبدالله، استشاري العظام، أنّ قلة الحركة الناتجة عن الكسر تُعد عاملًا رئيسيًا في الإصابة بالجلطات الدموية، وهو ما حدث بالفعل مع أمح الدولي، مشيرًا إلى أنّ حالة المريض كانت معقدة للغاية، وتحتاج إلى رعاية مركزة على مدار الساعة.
وعقب استقرار حالته نسبيًا في منتصف رحلته العلاجية، بدأ أمح الدولي في جلسات العلاج الطبيعي التي تستهدف إعادة تنشيط الأعصاب المتضررة، وتحسين قدرته على الحركة، وقال الدكتور محمود عبدالله إن نتائج العلاج الطبيعي تختلف من حالة لأخرى، موضحًا أن بعض المرضى يحتاجون إلى فترات علاج تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة كاملة، وفي الحالات الشديدة، قد يكون الهدف فقط تحسين جودة الحياة وليس الشفاء التام.

في تصريحات سابقة لـ«الوطن»، طالبت شقيقة أمح الدولي كل محبيه بالدعاء له في فترة مرضه، مؤكدة أنه كان يصارع من أجل البقاء، ويعيش أيامًا صعبة داخل العناية المركزة. وأضافت أنّ الأسرة كانت تتابع حالته الصحية على مدار الساعة، وسط آمال لم تتحقق، ليأتي خبر الوفاة صادمًا لمحبيه.
