صحة
يستهلك الملايين من الأفراد حول العالم الكافيين بصورة يومية، سواء كان ذلك في فنجان من القهوة، أو كوب من الشاي الدافئ، أو حتى مشروبات الطاقة المختلفة، بالإضافة إلى وجودها في بعض المستحضرات الغذائية التكميلية.
ووفقًا للموقع العالمي «scitechdaily» تعمل هذه المادة الطبيعية كمنبه فعال للجهاز العصبي المركزي في جسم الإنسان، إذ تمنح المتعاطي شعورًا بالنشاط واليقظة الذهنية، كما أنها تقاوم بشكل فعال الشعور المزعج بالنعاس والرغبة في النوم؛ ولكن، يجب أن ندرك أن تأثيرات الكافيين لا تقتصر فقط على إبقاء الشخص مستيقظًا ومنتبهًا، بل أنها تمتد لتشمل تحسين القدرة على التركيز الذهني وزيادة مستوى الانتباه، الأمر الذي يجعلها الخيار المفضل لدى الكثيرين لبدء يومهم بنشاط أو للتغلب على فترات الشعور بالكسل والخمول.
ومع ذلك، قد تبدو هذه المادة بسيطة للوهلة الأولى تخفي في تركيبها الكيميائي الدقيق تأثيرات معقدة ومتنوعة تختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر، فعلى سبيل المثال، بينما قد يشعر بعض الأشخاص بتدفق النشاط والحيوية بعد تناول فنجان واحد فقط من القهوة، قد يحتاج آخرون إلى استهلاك عدة أكواب للحصول على نفس التأثير المطلوب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الطريقة التي تتفاعل بها أجسامنا مع مادة الكافيين تتغير وتتبدل مع التقدم في العمر، وتتأثر بالحالة الصحية العامة للفرد، وكذلك بالعوامل الوراثية التي يتميز بها كل شخص.

الوجه المظلم للكافيين.. مخاطر الإفراط في استهلاكه
وتشير نتائج الأبحاث العلمية والدراسات المتخصصة إلى أن استهلاك الكافيين قد ينطوي على مخاطر جسيمة وعواقب وخيمة عند إساءة استخدامه أو تناوله بكميات تتجاوز الحدود الموصى بها.
ففي حين أن تناول جرعات معتدلة من الكافيين (تصل إلى حوالي 400 ملليجرام يوميًا بالنسبة للبالغين) يمكن أن يحسن مستوى اليقظة والأداء المعرفي والوظائف الإدراكية، إلا أن تجاوز هذه الكمية المحددة قد يؤدي إلى ظهور آثار جانبية غير مرغوب فيها ومزعجة، مثل الأرق وصعوبة النوم، والشعور بالعصبية والتوتر والقلق، بالإضافة إلى اضطرابات في وظائف الجهاز الهضمي والمعدة.
وتكمن المشكلة الحقيقية والخطورة الأكبر في المصادر المركزة لمادة الكافيين، وخاصة تلك الموجودة في المكملات الغذائية ومسحوق الكافيين النقي. فقد تبين أن تناول جرعة صغيرة لا تتعدى ملعقة صغيرة واحدة من مسحوق الكافيين النقي يمكن أن تكون قاتلة ومميتة، وذلك لأن هذه الكمية الصغيرة تعادل في تأثيرها تقريبًا تناول حوالي عشرين كوبًا من القهوة العادية، وهذا الخطر الشديد هو ما دفع السلطات الصحية والجهات التنظيمية في العديد من دول العالم إلى إصدار تحذيرات واضحة وصريحة بشأن هذه المنتجات، بالإضافة إلى فرض قيود وتنظيمات صارمة على عمليات بيعها وتداولها.

الكمية المسموحة من الكافيين للأطفال
وفيما يتعلق بالأطفال، فإن المعايير والحدود الآمنة لاستهلاك الكافيين تختلف تمامًا عن البالغين، فجسم الطفل الصغير لا يمتلك القدرة على تحمل نفس الكمية من الكافيين التي يستطيع جسم البالغ التعامل معها ومعالجتها بكفاءة.
وتشير التقديرات والتوصيات الصحية إلى أن الجرعة الآمنة لاستهلاك الكافيين بالنسبة للأطفال تبلغ حوالي 3 ملليجرام من الكافيين لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم الواحد، فعلى سبيل المثال، الطفل الذي يبلغ وزنه 30 كيلوجرامًا يجب ألا يستهلك أكثر من 90 ملليغرام من الكافيين يوميًا، وهي كمية تعادل تقريبًا كوبًا واحدًا من القهوة العادية.
وفي هذا الصدد، نصحت الدكتورة شيماء خفاجي، أخصائية التغذية العلاجية، بضرورة تناول القهوة سريعة التحضير باعتدال، وذلك لتجنب آثار الكافيين السلبية مثل القلق والأرق؛ بسبب وجود مادة الأكريلاميد المُضرة على الصحة.
