في ظل الطفرة التكنولوجية غير المسبوقة، أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا رئيسيًا في عالمنا الرقمي، متجاوزًا حدود البرمجيات التقليدية ليصل إلى مستويات تثير الدهشة، وربما القلق، بعدما جرى الحديث عنه في مسلسل أثينا بطولة ريهام حجاج، وخاصة حول الشخصية المجهولة أثينا التي تعد مثالًا بارزًا على هذا التحول الجذري.
وقال الدكتور محمد محسن رمضان مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، لـ«الوطن»، إن العنصر الأكثر إثارة في مسلسل أثينا بطولة ريهام حجاج، هو شخصية «أثينا» ذاتها، التي يتبين أنها ليست شخصية بشرية، بل نظام ذكاء اصطناعي متقدم، صُمم ليكون أشبه بالبشر، بل ويتفوق عليهم في بعض النواحي، وهذه الفكرة لم تعد خيالًا علميًا بل أصبحت واقعًا ملموسًا بفضل تقنيات التزييف العميق (Deepfake) وإنشاء الشخصيات الوهمية بواسطة الذكاء الاصطناعي.
كيف يتم إنشاء شخصيات وهمية بالذكاء الاصطناعي؟
التطور الحالي في الذكاء الاصطناعي أتاح إمكانية إنشاء شخصيات رقمية تبدو واقعية تمامًا، سواء في الشكل، الصوت، أو حتى السلوكيات، وهذا يتم من خلال مجموعة من الأدوات والتقنيات، أبرزها:
التزييف العميق (Deepfake): تقنية تعتمد على الشبكات العصبية التوليدية (GANs) لإنشاء مقاطع فيديو أو صور مزيفة، تبدو حقيقية لدرجة يصعب تمييزها عن الواقع، ومن أشهر الأدوات المستخدمة: DeepFaceLabFaceSwapZao.
الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI): يمكنه تصميم شخصيات من الصفر، باستخدام نماذج مثل StyleGAN من NVIDIA لإنشاء صور وجوه بشرية لم يسبق لها الوجود.
مواقع مثل ThisPersonDoesNotExist.com تقدم أمثلة مذهلة على ذلك، كما أن نماذج الذكاء الاصطناعي النصي والصوتي مثل ChatGPT وElevenLabs، يمكنها إنشاء شخصيات رقمية قادرة على التفاعل مع المستخدمين وكأنها بشر حقيقيون.
وأوضح رمضان، أن المسلسل أيضًا يتناول الجانب المظلم من التكنولوجيا، حيث يتم استغلال الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في الجرائم الإلكترونية، من الاحتيال العميق إلى الهجمات السيبرانية، إذ أن عالم الدارك ويب يعج بالأنشطة المشبوهة، حيث يتم بيع الشخصيات المزيفة، تزييف الهويات، وحتى تنفيذ عمليات احتيال مالي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي.. بين الإبداع والتهديد!
وبحسب متشار الأمن السيبراني، فإنه رغم الإمكانيات المذهلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، فإن خطورة إساءة استخدامه باتت تهدد الأفراد والمؤسسات، خصوصًا مع تطور التزييف العميق الذي أصبح وسيلة خطيرة لنشر الأخبار المزيفة، الاحتيال، والتلاعب بالمعلومات.
وأوضح أن أثينا ليس مجرد مسلسل، بل نافذة على مستقبل تتداخل فيه الحقيقة مع الوهم، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصنع شخصيات تتفاعل معنا دون أن ندرك أنها غير حقيقية، ويبقى السؤال: هل نحن مستعدون لهذا المستقبل؟ ناصحا الجميع بضرورة التحقق من مصادر المعلومات، والحذر من المحتوى الذي يبدو مثاليًا لدرجة يصعب تصديقها، فقد يكون من صنع الذكاء الاصطناعي.
