ستتحول سنوات حكم رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، مارغريت تاتشر، إلى أوبرا تدور أحداثها حول علاقتها المتوترة مع وزير الخارجية البريطاني السابق، جيفري هاو، وزوجته التي يُطلق عليها «ليدي ماكبث».
ويُعد هذا العمل نتاج تعاون بين الملحن جوزيف فيبس، والمؤرخ دومينيك ساندبروك، في هذه الأوبرا المكونة من فصلين، والتي ستركز على فترة رئيسة الوزراء السابقة من عام 1979 إلى عام 1990.
وقال فيبس إنه كان متشككاً في البداية بشأن محاولة كتابة الأوبرا، لأن تاتشر كانت لاتزال «شخصية مثيرة للانقسام والاستقطاب»، لكنه توصّل إلى إدراك أن «شخصيتها كانت مليئة بالتألق الأوبرالي»، ثم طلب من ساندبروك، المؤرخ ومقدم البرامج الصوتية الذي كتب على نطاق واسع عن حقبة تاتشر، كتابة نص أوبرالي من فصلين.
من جهته، قال ساندبروك: «لقد كانت تتمتع بقدر وافٍ من التألق»، مضيفاً أن الأوبرا، التي تحمل عنوان السيدة «تي»، ستشير إلى رسالة كتبتها تاتشر في عام 1978، بعد أن شاهدت المسرحية الغنائية «إيفيتا» من تأليف أندرو لويد ويبر في لندن.
وكتبت تاتشر إلى كاتب خطاباتها السير رونالد ميلار أنه إذا كان البيرونيون الذين تصفهم تاتشر بأنهم «بدون أي مبادئ» قادرين على تأليف مثل هذه المسرحية، فإنها «ستكون قادرة على توفير مادة تاريخية جيدة جداً لأوبرا تسمى مارغريت بعد 30 عاماً».
وأضاف ساندبروك، مشيراً إلى تاتشر «إنها نوع خاص من السياسيين الذين يعتبرون أنفسهم الشخصية الرئيسة في الأوبرا، حتى قبل أن تصبح رئيسة للوزراء، لقد كان لديها إحساس بجودة نجوميتها».
وطلب الثنائي (فيبس وساندبروك) من لوسي شوفر أن تلعب دور تاتشر، في حين من المقرر أن تقوم الكاتبة في صحيفة «التايمز»، ليبي بورفيس، بدور «قارئة الأخبار».
ووفقاً لفيبس، الذي عُرضت مؤلفاته الموسيقية في مهرجانات برومز وألديبورغ، فإن الفريق يأمل الكشف عن مشاهد عدة من العرض في لندن في أغسطس. وقال إن شخصية البارونة الراحلة، زوجة جيفري هاو، ستحتل دوراً محورياً في الأوبرا، وهي التي كان خطاب زوجها المحفز لاستقالة تاتشر من منصب رئيسة الوزراء في عام 1990. مضيفاً: «كانت شخصيتها مثل الليدي ماكبث، لقد كانت تكره تاتشر حقاً.. بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع هاو، والتي كانت مهينة». واعتبر ساندبروك أن مسيرة تاتشر السياسية مثلت «مسار الصعود والهبوط الكلاسيكي الذي عكسته العديد من المآسي المسرحية والأوبرا»، قائلاً: «الحقيقة أن سقوطها جزئياً على يد جيفري هاو، الذي كان أقرب شريك سياسي لها، يمنحها صفة شكسبيرية».
وأضاف: «الحقيقة أن الأشياء التي اعتبرها أنصارها نقاط قوة، كالعناد وعدم الاستسلام، والقوة الهائلة، أصبحت هي ذاتها الأشياء التي أسقطتها». عن «التايمز»