وعلى الرغم من التحديات السياسية التي واجهها فإن الرئيس الـ39 للولايات المتحدة حظي بتقدير عالمي بعد تركه منصبه نتيجه عمله في مجال حقوق الإنسان، فضلا عن تواضعه واهتمامه بالقضايا الإنسانية، ومساهمته في حل العديد من النزاعات الدولية، خصوصا دوره البارز في اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
ومع هذا التقدير، فقد أقر فيلما وثائقيا عام 1991عن تقييم فترة حكمه بأن «فشله الأكبر سياسياً تمثل في أنه لم يتمكن أبداً من إقناع الشعب الأمريكي بأنه زعيم فعال وقوي»، وعانى كارتر خلال حكمه من أزمتي الرهائن الأمريكيين في إيران والركود الاقتصادي.
وشغل منصب الرئيس من يناير 1977 إلى يناير 1981 بعد هزيمة الرئيس الجمهوري حينها جيرالد فورد، وبعد 4 سنوات أطاح الناخبون بكارتر من منصبه، وانحازوا إلى الجمهوري رونالد ريغان.
وشهدت فترة رئاسته التي استمرت لولاية واحدة توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 بين إسرائيل ومصر، لكنها عانت من الركود الاقتصادي، وتراجعت شعبيته بسبب أزمة الرهائن في إيران التي استمرت أكثر من 400 يوم.
وعانى الرئيس الراحل في سنواته الأخيرة من مشكلات صحية أبرزها الورم الميلانيني، الذي انتشر في الكبد والدماغ، وتوفيت زوجته روزالين في 19 نوفمبر 2023 عن عمر يناهز 96 عاماً.
وحصل كارتر على جائزة نوبل للسلام عام 2002 لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان وحل النزاعات في مختلف أنحاء العالم من إثيوبيا وإريتريا إلى البوسنة وهايتي.
وتعد الشرق الأوسط محور السياسة الخارجية للرئيس الراحل، إذ أنهت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل حالة الحرب.
وفي انتخابات عام 1980، حالت قضايا التضخم المزدوج، وأسعار الفائدة التي تجاوزت 20% وارتفاع أسعار الغاز، وأزمة الرهائن في إيران، دون نجاحه في الحصول على فترة ولاية ثانية في الحكم.
ولد جيمس إيرل كارتر مطلع أكتوبر عام 1924 في بلينز بولاية جورجيا، وكان صاحب متجر، وتخرج من الأكاديمية البحرية عام 1946، وخدم في برنامج الغواصة النووية. تزوج روزالين في 1946، وأنجبا ثلاثة أبناء وبنت. وأصبح كارتر مليونيراً، وعضواً في الهيئة التشريعية لولاية جورجيا وحاكماً لولاية جورجيا من عام 1971 إلى عام 1975.
حصل على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 1976، وتفوق على منافسيه في انتزاع فرصة مواجهة فورد في الانتخابات العامة. كتب كارتر أكثر من 20 كتاباً، تتراوح من مذكرات رئاسية إلى كتاب للأطفال وشعر، بالإضافة إلى أعمال في الدين والدبلوماسية. ونُشر كتابه «الإيمان: رحلة للجميع» في عام 2018.