قد تكون هيمنة جوجل على عمليات البحث عبر الإنترنت في طريقها إلى الانتهاء. فمع تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي وانتشاره، ظهرت وسائل جديدة للبحث عن المعلومات عبر الإنترنت، تتصدرها ChatGPT و Perplexity.
على عكس عمليات البحث التقليدية في جوجل، يمكن لهذه الروبوتات تصفح الإنترنت لجمع المعلومات المتعلقة باستفسارك، ثم تقدم إجابة منظمة ومختصرة بطريقة تشبه المحادثة بدلًا من تقديم قائمة بالمواقع الإلكترونية التي تحتوي على المعلومات المطلوبة. وهذه الطريقة أثبتت شعبيتها لدى المستخدمين، وأصبحوا يعتمدون على هذه الروبوتات للحصول على معلومات من الإنترنت بدلًا من استخدام محرك بحث جوجل.
ولكن هل تقدم هذه الروبوتات معلومات صحيحة دائمًا، وما الفرق بين ChatGPT و Perplexity فيما يتعلق بالبحث عبر الإنترنت وأيهما الأفضل لهذه المهمة؟
للإجابة عن هذه الأسئلة سنقدم فيما يلي مقارنة بين روبوتي الذكاء الاصطناعي ChatGPT و Perplexity:
السعر وخطط الاشتراك:
يقدم Perplexity خدماته ضمن خطتين، هما: المجانية والاحترافية (Pro). وتمنح الخطة المجانية الجميع إمكانية إجراء عمليات بحث سريعة (Quick) غير محدودة، وثلاث عمليات بحث احترافية (Pro) يوميًا، والوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الأساسي لأداة Perplexity.
وأما الخطة الاحترافية التي يبلغ سعر الاشتراك فيها 20 دولارًا شهريًا، فتتيح عددًا غير محدود من عمليات البحث السريعة، و300 عملية بحث احترافية يوميًا، مع إمكانية الاختيار من نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة، وهي: GPT-4o و Claude-3 و LLama 3.1، بالإضافة إلى القدرة على تحميل الملفات بنحو غير محدود وتحليلها، واستخدام نماذج إنشاء الصور، مثل: Playground AI و DALL-E و SDXL.
وأما ChatGPT فيسمح لأي شخص بإنشاء حساب مجاني يمنحه الوصول إلى نموذج GPT-4o-mini، مع وصول محدود إلى نموذج GPT-4o، وإمكانية طلب تحليل البيانات، وتحميل الملفات، والبحث عبر الويب، وتوليد الصور.
وأما خطة Plus التي يبلغ سعرها 20 دولارًا شهريًا، فتشمل كل ما تقدمه الخطة المجانية ولكن بإمكانيات أكبر، مع إمكانية الوصول إلى نماذج o1 الحديثة، بالإضافة إلى مزايا متقدمة، مثل: وضع الصوت المتقدم وإمكانية البحث عبر الإنترنت باستخدام أداة ChatGPT Search.
وأما خطة Pro التي يبلغ سعرها 200 دولار شهريًا، فتوفر وصولًا غير محدود إلى جميع المزايا والنماذج.
مزايا استخدام ChatGPT للبحث عبر الإنترنت:
أتاحت OpenAI اليوم أداة البحث ChatGPT Search لجميع مستخدمي ChatGPT، فحتى إذا لم تكن مشتركًا في خطة Plus أصبح بإمكانك الوصول إلى الأداة لإجراء عمليات بحث عبر الإنترنت والحصول على معلومات محدثة.
صُممت أداة البحث ChatGPT Search لإلغاء الحاجة إلى محرك بحث خارجي، وتوفير إجابات سريعة مع روابط لمصادر الويب ذات الصلة بالإجابات المُقدّمة. وبعد الحصول على نتائج البحث، يمكنك طلب تحليل المعلومات، وتلخيصها، وتعديلها، وطرح أسئلة متابعة على روبوت الذكاء الاصطناعي.
مزايا استخدام Perplexity للبحث عبر الإنترنت:
يتميز Perplexity بقدرته على تقديم استجابات أكثر دقة من التي يقدمها ChatGPT، مع تقديم قائمة من المصادر المتعددة، كما أنه أسرع بالرد من ChatGPT عند طلب البحث عبر الإنترنت عن معلومات معينة.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر هذا الروبوت تفوقًا في مهام البحث العلمي، مثل: تلخيص الأوراق البحثية والدراسات، ويسمح للمستخدمين بتطبيق مرشحات محددة في معايير البحث، مثل: سحب المعلومات فقط من المصادر الأكاديمية أو مقاطع الفيديو أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وكما هي الحال مع ChatGPT، يسمح Perplexity أيضًا للمستخدمين بطرح أسئلة متابعة، مما يُمكّن المستخدم من طلب المزيد من التفاصيل عن جزء معين من نتائج البحث، أو طلب تلخيص المعلومات.
أيهما أكثر دقة في البحث عبر الإنترنت؟
مع أن Perplexity AI ليس خاليًا تمامًا من الهلوسة أو الأخطاء، فقد أثبت أنه مصدر معلومات أكثر دقة من أداة ChatGPT Search؛ إذ وجدت دراسة حديثة أجراها مركز Tow للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا أن أداة ChatGPT Search لا يمكنها تقديم معلومات دقيقة إلى مستخدميها.
وكتب الباحثون: “اخترنا 10 مقالات من كل ناشر من مجموعة مكونة من 20 ناشرًا، واستخرجنا اقتباسات محددة”. وأضافوا: “وقد اخترنا هذه الاقتباسات؛ لأنها عند إدخالها في محركات البحث مثل جوجل أو Bing، يظهر المقال الأصلي المأخوذ منه الاقتباس ضمن النتائج الثلاث الأولى، ثم اختبرنا قدرة أداة البحث الجديدة في ChatGPT على تحديد المصدر الأصلي لكل اقتباس”.
من بين 200 اقتباس، أظهرت النتائج أن ChatGPT قدم استجابات غير صحيحة جزئيًا أو كليًا في 153 حالة، لكنه أقر بعدم القدرة على الرد بدقة على الاستفسار في سبع مرات فقط. وأوضحت الدراسة أنه في هذه الحالات السبع فقط استخدم الروبوت عبارات مثل: (يبدو)، أو (من الممكن)، أو (لم أتمكن من تحديد المقالة المطلوبة).
وعلّقت OpenAI على نتائج الدراسة قائلةً إن الأخطاء في الإسناد يصعب معالجتها دون البيانات والمنهجية التي لم يفصح عنها مركز Tow، مشيرةً إلى أن الدراسة تشكّل اختبارًا غير اعتيادي للأداة، وأكّدت الشركة التزامها بتحسين نتائج البحث باستمرار.