لقد كانت المملكة من أوائل الدول التي فتحت منافذها لاستقبال نحو ثلاثة ملايين من الشعب السوري منذ بدء الصراع، وسهلت لهم كل إجراءات العيش داخل أراضيها بما فيها العلاج المجاني والتعليم، وهو موقف يؤكد انحياز المملكة في قراراتها ومواقفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق، الذي عانى طويلاً من الحروب والتدخلات الخارجية في شؤونه.
لقد وجه البيان السعودي بشأن الأحداث الأخيرة رسائل قوية إلى المجتمع الدولي، تعبّر عن رفض المملكة لكل التدخلات الخارجية في شؤون سورية الداخلية والعمل على مساعدتها على تجاوز ويلات الحروب ومعاناتها، ودعم الإرادة الشعبية القوية، كما أعربت عن ارتياحها للخطوات الإيجابية لسلامة الشعب السوري وحقن الدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة ومقدراتها.
وأشارت السعودية بشكل واضح وصريح إلى تضحيات الشعب السوري من أجل وطنه وحرصه على أمنه واستقراره، فهذا الشعب الكريم والشجاع يجب أن ينعم بالرخاء والازدهار، وأن يخرج من دائرة الصراعات، وينقل بلاده إلى موقعها الطبيعي بين أشقائها وحاضنتها العربية والإسلامية.
كان تأكيد المملكة على ضرورة تماسك الجبهة الداخلية السورية ووحدة الصف الوطني نابعاً من إيمانها بأن ذلك سيقضي على كل التحديات الداخلية والخارجية، ويصون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويُفضي إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد.