افتتح مركز التعليم العلاجي (ETP) CDiC – الرباط، ليصل المشروع الذي تدعمه “نوفو نورديسك” Novo Nordisk والجمعية المغربية لأمراض الغدد والسكري لدى الأطفال (SMEDIAP)، إلى محطة مهمة في معالجة مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال في المغرب؛ فيما يعد هذا المركز جزءا من برنامج Changing DiabetesⓇ in Children (CDiC)، الذي أطلقته “نوفو نورديسك” في 2009، بهدف تحسين نوعية حياة الأطفال والمراهقين المصابين بالسكري من النوع الأول، وخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.
ويستند برنامج CDiC إلى نموذج شراكة بين القطاعين العام والخاص، ويعتمد على أربع ركائز أساسية لتحسين رعاية الأطفال المصابين بالسكري في المغرب، هي: التعليم العلاجي للمرضى، وتعزيز مهارات العاملين في المجال الصحي، وكذا تقريب الرعاية من السكان المعنيين، والوصول إلى الأنسولين والمعدات الطبية الأساسية، علما أن السكري من النوع الأول يعتبر مرضا مزمنا، ويكون منشأه غالبا مناعيا ذاتيا، ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال والمراهقين، ويتطلب علاجا يوميا باستخدام الأنسولين. ورغم أنه لا يمكن الشفاء منه، إلا أن التحكم فيه بفعالية من خلال العلاج المناسب والتعليم المستمر يظل خيارا متاحا.
ويقدر عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السكري من النوع الأول في المغرب بحوالي 43 ألفا و300 حالة، وفقا للاتحاد الدولي للسكري (IDF)؛ ما يضع المملكة ضمن العشرة الأكثر تأثرا بهذه المرض في العالم، فيما دفع هذه الواقع المقلق “نوفو نورديسك” إلى تكثيف جهودها لتوفير حلول ملائمة.
وبهذا الخصوص، أوضحت علا الرفاعي، المديرة العامة لـ”نوفو نورديسك” في المغرب، أن “هذا المشروع يعكس مسؤوليتنا الاجتماعية ورغبتنا في تحسين نوعية حياة الشباب المصابين بالسكري”؛ فيما يواجه المغرب عبئا صحيا كبيراً، حيث يوجد أكثر من 2.4 ملايين شخص مصاب بالسكري من النوع الثاني. وفي هذا الإطار، يصبح التعاون بين القطاعين العام والخاص أمرا ضروريا لمواجهة تحديات مرض السكري في البلاد.
وتهدف الشراكة بين “نوفو نورديسك” والجمعية المغربية لأمراض الغدد والسكري لدى الأطفال ووزارة الصحة إلى إنشاء مراكز متخصصة في التعليم العلاجي، وهو مجال حاسم لإدارة السكري بشكل فعال. وستوفر هذه المراكز تدريبا هيكليا، يقدمه خبراء في طب الغدد الصماء وطب السكري لدى الأطفال، حول مواضي؛، مثل العلاج والتغذية والوقاية من المخاطر المرتبطة بالسكري (ارتفاع السكر في الدم، انخفاض السكر في الدم).
وأكدت البروفيسورة فريدة جنان، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض الغدد والسكري لدى الأطفال، أن “هذه الشراكة تستجيب لحاجة متزايدة للرعاية المتخصصة والوصول الواسع إلى العلاجات المناسبة للأطفال والمراهقين المغاربة”؛ فيما استهدفت هذه البرامج تعزيز استقلالية المرضى وتحسين نوعية حياتهم على المدى الطويل.
ورغم وجود مبادرات مشابهة في المغرب، مثل “بيت الشباب لمرضى السكري” التابع لمؤسسة محمد الخامس في الرباط و”جمعية هايز” في الدار البيضاء، فإن مشروع مركز التعليم العلاجي الرباط يقدم ابتكارا إضافيا بدعم من “نوفو نورديسك”، والهدف هو توسيع هذا النموذج ليشمل مناطق أخرى من المغرب خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأوضح البروفيسور رؤوف محسن، المدير العام للمستشفى الجامعي بالرباط، من جهته، أن “التعليم العلاجي أمر ضروري في إدارة مرض السكري. ونأمل أن يصبح هذا المركز نموذجاً للمرافق الإقليمية”.
وتعد هذه الشراكة مثالا واضحا على التعاون الدولي؛ فقد أعربت بيريت باسه، سفيرة الدنمارك في المغرب، عن سعادتها بهذا التعاون قائلة إن “هذا المشروع هو مثال جميل على التعاون الدولي في خدمة الأسر المتأثرة بالسكري”.
يتوفر المركز المخصص للتعليم العلاجي، والذي يقع في مستشفى الأطفال بالرباط، على تجهيزات حديثة وفريق مؤهل لدعم المرضى الشباب وعائلاتهم. كما يركز المركز على نهج شامل للمرض، حيث يعتبر التعليم العلاجي عنصراً أساسياً في الرعاية الصحية.
وليست هذه المبادرة مجرد استجابة لطارئ صحي، بل تجسد التزاما حقيقيا بمستقبل الأطفال المصابين بالسكري في المغرب. كما أكد أنس مجبار، رئيس قسم الشؤون الطبية والاستراتيجيات في المستشفى الجامعي بالرباط: “نحن اليوم فخورون بافتتاح هذا المركز المخصص للتعليم العلاجي، ثمرة شراكة بين المستشفى الجامعي، والجمعية المغربية لأمراض الغدد والسكري لدى الأطفال ونوفو نورديسك”.
وإذا نجح هذا النموذج في تقديم نتائج إيجابية، فإنه قد يعتبر نقطة انطلاق لتطوير المزيد من المراكز في جميع أنحاء المغرب؛ ما يساهم في تحسين الرعاية الصحية للأطفال المصابين بالسكري في المملكة.
المصدر: وكالات