حديقة أنطونيادس، التي تعود إلى العصور القديمة، هي واحدة من أقدم الحدائق في الإسكندرية، إذ تحمل بين جنباتها تاريخًا عريقًا وتراثًا معماريًا غنيًا، ما يجعلها تحفة فنية فريدة تستحق الزيارة، فإلى جانب التصاميم المعمارية التي تجمع بين التصميمات العربية والإسلامية واليونانية والإيطالية والفرنسية، تحتوي الحديقة على مجموعة نادرة من النباتات والأشجار، فهي مقصد أثري استطاع جذب الأنظار للاسترخاء في أجواء هادئة بعيدًا عن صخب المدينة.
الحديقة تعود إلى عصر البطالمة
افتتحت حديقة أنطونيادس عام 1918 ميلاديًا، تقع بمنطقة سموحة شرق الإسكندرية، ويرجع تاريخ إنشائها إلى عهد البطالمة، فهي تُعتبر من أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان على مستوى العالم، ولا تزال قائمة بحدائقها الخلابة، فقد شهدت الحديقة أحداثًا تاريخية مهمة لملوك وقادة البطالمة، وفقًا لما ذكره موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
تحتوي الحديقة على مجموعة من الأشجار الجميلة ذات الألوان والأنواع المتنوعة، فضلًا عن البِرك والنوافير والمنحوتات والمناظر الطبيعية الساحرة، فتلك المزايا تجعل من الحديقة مكانًا مثاليًا للاستمتاع، إذ تتضمن الحديقة أيضًا منطقة تعرف باسم «حديقة المشاهير» التي تحتوي على عدد من التماثيل الرخامية كان البارون «أنطونيادس» قد أمر بجمعها، مثل تمثال فينوس إله الجمال، وتمثال لـ«فاسكو دا جاما»، و«كريستوفر كولومبس»، إلى جانب عدد من الحدائق مثل حديقة النزهة ومسرح أنطونيادس، وحديقة الورد التي صممها المهندس الفرنسي ديشون.
القصر شهد توقيع معاهدة الجلاء
لم يتوقف قصر أنطونيادس عند كونه تحفة معمارية، إلا أنّه كان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية، كان أهمها توقيع معاهدة الجلاء عام 1936، كما استضاف القصر عددًا من ملوك العالم أثناء إقامتهم في الإسكندرية.
الحديقة تُعتبر مكانًا مثاليًا لالتقاط عدد من الصور الفوتوغرافية إلى جانب التماثيل الرخامية والنباتات والأشجار النادرة والمحفوظة داخل بيوت زجاجية خاصة، ويمكنك أيضاً التجول والاستمتاع بداخل القصر لما يحتويه من مقتنيات وكنوز أثرية عريقة، وتصميمات تمزج بين عدد من الحضارات، وهو ما يزيد من جمال ورونق القصر.