جلست ناهد بين النساء اللواتي ينتظرن في محكمة الأسرة؛ لكن حالتها كانت مختلفة، كانت تتأمل بصمت في الأوراق التي أمامها بينما تلتفت إلى السيدات الجالسات بجانبها، وكأنها تحاول أن تُشعرهن بالثقة في نفسها رغم ما تمر به، وبينما كانت بعض السيدات يتحدثن عن مواقفهن الحياتية المؤلمة، همست ناهد في آذانهن، قائلة: «أنا لسه عروسة على فكرة» كانت كلماتها مليئة بالألم والمفاجأة، فهي لا تزال تحمل في قلبها ذكرى أيام الفرح التي لم تدم أكثر من أربعة أيام، لكنها الآن هنا، في هذا المكان الذي أصبح محطًا للفقد والألم، تنشد العدالة بعد سنوات من قصة حبها التي انتهت بسبب خلافات مر عليها 40 عامًا فما القصة؟
طلاق بسبب خلافات عائلية مر عليها 40 عامًا
كانت ناهد تجلس وسط الجميع لكن عينيها كانت تائهتين في الذكريات التي لا تنفك تلاحقها، وتذكر كيف كان لقاؤها الأول مع زوجها، الرجل الذي دخل حياتها وكأنما جاء من عالم آخر، وكل لحظة بينهما مليئة بالإعجاب المتبادل، حتى بدا وكأن العالم يضحك لهما، 5 سنوات من الحب وعلاقة كانت مليئة بالتفاهم والرغبة في بناء حياة مشتركة، وحينها كانت لم تعلم أن نهايتهما ستكون بسبب خلافات عائلية مًّر عليها 40 عامًا، وفقًا لحديث ناهد صاحبة الـ28 عامًا مع «الوطن».
كان يغمرها بكلامه الجميل، وكان يشعل في قلبها شغفًا لا ينتهي، لكن الأمل في البداية كان خافتًا بسبب معارضة والدته، فور معرفتها بعائلة ناهد وكانت العائلة تقف حاجزًا بينهما، ما جعل الزواج يبدو كحلم بعيد، ومع ذلك، صبر زوجها على معارضة والدته، واستمر في إظهار حبه وإصراره، حتى جاء اليوم الذي وافقت فيه والدته على زواجهما، إذ كانت الموافقة مشوبة بتضحيات ومشاعر ملأها القبول لكن بلا سعادة حقيقية على حد حديثها.
في تلك اللحظة استرجعت ناهد كل تفاصيل تلك الأيام، وكيف أن قصة الحب التي كانت تحمل فيها آمالها وتوقعاتها بدأت في الانهيار بعد تلك الموافقة التي لم تحمل الفرح الذي كانت تتمناه، وتذكرت كيف تحولت الحياة معه من الحلم إلى الواقع المرير، الذي وجدت نفسها فيه الآن، جالسة في محكمة الأسرة تبحث عن حل لألمها الكبير، «كنت فاكرة الخلافات دي انتهت من أيام جدودنا وإن أهلنا بموضوع جوازنا نسيوا اللي حصل بالنسبة للموضوع اللي كان عليه خلاف اتحل وكل واحد خد حقه، لكن أمه منسيتش».
ألاعيب والدة الزوج
قبل الزفاف بأشهر كانت والدته تعاملها بلطف شديد حتى أن الجميع كان يستغرب الأمر، وبعدها طلبت من والدها مقاسمة مصرفات حفل الزفاف فوافق والدها حتى لا يضغط «زوجها الحالي» وبعدها تشاجرت مع والدها بأنه طلب من ابنها أشياء ليس لها داعي وأنه لم يشتري باقي الشبكة والذي كان من ضمن الاتفاق تقديمها في حفل الزفاف ولأن الزفاف كان على بعد أيام، توددت «ناهد» لولدها فوافق على مضض منه، على حد حديث الزوجة.
«يوم الفرح سمعت بنات من عائلته بيقولوا إنه أمه جوزته ليا تخليص حق، وإني عشان بايرة أبويا وافق لدرجة إنه ساعده في الشقة والفرح واتنازل عن حقوقي عشان يخلص مني، طبعا واجهته بكلام والدته قبل الفرح بساعات واتخانقنا، لكن كنت فاكرة إن الحب اللي بينا أكبر من أي مشاكل بالذات إن ملناش فيها ذنب، وطول الفرح كانت بتتخانق مع أهلى وتمشي وسط الناس تقول إني عانس وأهلي خلصوا مني»، وفقًا لرواية ناهد.
دعوى طلاق للضرر وإنذار طاعة
«عشت 4 أيام عذاب لدرجة إني تاني يوم شوفت الموت بعنيا على إيده، عشان قولتله إزاي مواجهش والدته بالكلام اللي قالته عليا، فضربني واتهمني إني طمعانه فيه وإني طالعه لأهلي، فطبعًا مقدرتش استحمل إهانتي أكتر من كده، وسيبت البيت، وبعدها عرفت إن والدته قالت أسباب خارجة عن خناقتنا، وطبعا والدي انفعل وطلب منه يطلقني لكنه رفض»، وقرر والد ناهد أن يصطحبها في نفس الأسبوع إلى محكمة الأسرة بجنوب الجيزة وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 214 وأرفق بها محاضر الشرطة التي تؤكد تضررها منه، ليلاحقها الزوج بدعوى طاعة.