06:41 م
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كـتب- علي شبل:
في مثلِ هذا اليومِ -السَّادسِ والعشرِينَ منْ نوفمبر عامَ 1950م، المُوافِقِ السَّابعَ عَشَرَ منْ صفرٍ سنةَ 1370- تُوُفِّيَ الشَّيخُ الأستاذُ العالمُ الأزهري الكبيرُ إبراهيم بن حسن بن يوسف الجبالي.
ورصدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أبرز المعلومات عن العالم الجليل الراحل، في النقاط التالية:
– وُلِدَ فضيلتُه في غُرَّةِ المُحرَّمِ سنةَ 1295هـ، المُوافِقِ الخَامِسَ منْ ينايرَ 1878م، بناحيةِ الرَّحمانيَّةِ، التَّابعةِ لمركزِ شبراخيت، منْ أعمالِ مدينةِ البُحيرةِ.
– نشأَ فضيلتُه في بيتٍ منْ بُيُوتاتِ العلمِ، وكانَ أبوه الشَّيخُ حسن الجبالي مُتطلِّعًا إلى تنشئةِ ولدِه تنشئةً دينيَّةً، وكانَ يُريدُ أنْ يراه منْ عُلماءِ الأزهرِ الشريف؛ ولذلك رَغَّبَه في حفظِ القرآنِ الكريمِ، فأتمَّه في الثَّانيةَ عَشْرَةَ منْ عُمُرِه، ثمَّ أرسلَه والده إلى أروقة الأزهر الشريف عام 1890م.
– تلقَّى الشَّيخُ إبراهيم الجبالي العلمَ في الأزهرِ الشَّريفِ على كبارِ الشُّيوخِ، ومنْهم: الشَّيخُ سليم البشري، والشَّيخُ محمد أبو الفضل الجيزاوي، والإمامُ محمد عبده، والشَّيخُ محمد سالم الشرقاوي النجدي، والشَّيخُ محمد حسنين مخلوف، وغيرُهم.
– حصلَ فضيلتُه على شهادة العالِمِيَّةِ عامَ 1904م، وعُيِّنَ مُدرِّسًا بالأزهرِ، ثمَّ انتقلَ للمعهدِ الإسكندريِّ، وبعدَها انتُدِبَ للتَّدريسِ في الجامعِ الأزهرِ ومُراقبةِ قسمِ الوعظِ والإرشادِ حينَما أُنشِئَ عامَ 1919م، لكنَّه أصبحَ شيخًا لمعهدِ أسيوط في العامِ التَّالي مُباشرةً، فنهضَ الشَّيخُ إبراهيم الجبالي بالمعهدِ، وأنشأَ به القِسمَ الثَّانويَّ، وبنَى المساكنَ للطُّلَّابِ، ورتَّبَ لهم الرَّواتبَ الشَّهريَّةَ، كما وَلِيَ فضيلتُه رياسةَ التَّفتيشِ بالأزهرِ والمعاهدِ الدِّينيَّةِ الإسلاميَّةِ.
– عُيِّنَ الشَّيخُ الجبالي عضوًا بمجلسِ الشُّيوخِ عامَ 1924م، كما عُيِّنَ مُفتِّشًا بوزارةِ المعارفِ العُموميَّةِ، وحينَما أُنشِئَتِ الجامعةُ الأزهريَّةُ عامَ 1930م اختِيرَ عُضوًا في لجنةِ وضْعِ المناهجِ لكلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ.
– وكانَ عضوًا في لجنةِ تفسيرِ القرآنِ الكريمِ، وتَرَأَّسَ بعثةَ الأزهرِ إلى بلادِ الهندِ، لعملِ دراسةٍ شاملةٍ لأحوالِ المَنبوذِين هناك؛ بناءً على طلبِهم مِنَ الشَّيخِ المراغي -شيخِ الأزهرِ آنذاكَ- أنَّهم يرغبونَ في معرفةِ تعاليمِ الإسلامِ؛ تمهيدًا للدُّخولِ فيه.
– حصلَ الشَّيخُ الجبالي على عُضويَّةِ هيئةِ كبارِ العُلماءِ بالأمرِ الملكيِّ رَقْمِ (18) الصَّادرِ باسمِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ فاروق الأوَّلِ ملكِ مصرَ، صدرَ بسراي عابدين في الخامسِ والعشرِينَ منْ ذي الحِجَّةِ سنةَ 1355هـ، المُوافِقِ الثَّامنَ منْ مارس عام 1937م.
– عُيِّنَ الشَّيخُ الجبالي شيخًا لكلِّيَّةِ اللُّغةِ العربيَّةِ بمقتضَى الأمرِ الملكيِّ رَقْمِ (34) لسنةِ 1944م، وبعدَ إحالةِ فضيلتِه إلى التُّقاعِد كانَ الأزهرُ يعهدُ إليه بكثيرٍ منْ مسائلِ الإفتاءِ، ومُدارسةِ الكُتُبِ والمُؤلَّفاتِ والرَّسائلِ الدِّينيَّةِ الَّتي كانَتْ تصدرُ حينَئذٍ مِنَ الأفرادِ أوِ الهيئاتِ؛ لإبداءِ الرَّأيِ في مدى صلاحيتِها للنَّشرِ.
– يقولُ الدُّكتور محمد رجب البيومي مُتحدِّثًا عنْ تواضُعِ الشَّيخِ ولينِ جانبِه: «كُنْتُ طالبًا بكلِّيَّةِ اللُّغةِ العربيَّةِ، والأستاذُ الجباليُّ عميدُها، فبَهَرَنا -نحنُ الطُّلابَ- أنْ نجدَه يوالِي زياراتِه للأساتذةِ في قاعاتِ المُحاضراتِ؛ مُستمِعًا ومُناقِشًا ومُفيضًا في الشَّرحِ والتَّحليلِ على نحوٍ يُدْهِشُ».
– منْ تلامذةِ الشَّيخِ الجباليِّ: الشَّيخُ محمود شلتوت، والشَّيخُ محمد عبد الله دراز، والشَّيخُ محمد البهي، والشَّيخُ عبد الحليم محمود، والشَّيخُ محمد متولي الشعراوي، والشَّيخُ محمد الطيب النجار، والشَّيخُ محمد رجب البيومي.
– ومنْ مُؤلَّفاتِ الشَّيخِ الجباليِّ: «الدِّينُ سبيلُ السَّعادةِ في الحياتَيْنِ»، كما نشرَ مقالاتٍ كثيرةً في تفسيرِ سُوَرِ: الرَّعدِ، والنُّورِ، ولقمانَ، والحُجُراتِ، وشَرَحَ العديدَ مِنَ الأحاديثِ النَّبويَّةِ، وله مقالاتٌ تناولُ فيها عِدَّةَ آياتٍ منْ سورةِ النُّورِ وجُمعَتْ في كتابٍ، عُنوانُه «شفاءُ الصُّدور بتفسيرِ سورةِ النُّور»، ومقالاتٌ نُشرِتْ في مجلَّةِ الأزهرِ، ثمَّ جمعَها الشَّيخُ في كتابٍ عُنوانُه «دراسةُ لأحوالِ الطَّوائفِ والهيئاتِ الإسلاميَّةِ بالهندِ».
قالَ الدُّكتور محمد رجب البيومي: «إنَّ بعضَ دورِ النَّشرِ اللبنانيَّةِ قدْ نشرَتْ مقالاتِ الشَّيخِ الجباليِّ في السَّنواتِ الأولَى منْ مجلَّةِ الأزهرِ بمُجلَّدٍ كبيرٍ لا يضمُّ مقالاتِ التَّفسيرِ فقطْ، بلْ يشملُ ما كَتَبَه خاصًّا بالتَّعاليمِ الإسلاميَّةِ ومُوافقتِها للفطرةِ، وأنا أرجو أنْ أجدَ مَنْ يجمعُ مقالاتِ الأستاذِ في شتَّى الصُّحفِ والمجلَّاتِ؛ لتكونَ زادًا باقيًا للقارئِ المُتطلِّعِ، وأثرًا خالدًا لمجهودٍ حفيلٍ».
– وبعدَ حياةٍ حافلةٍ بخدمةِ العلمِ، فاضَتْ رُوحُ الشَّيخِ إبراهيم الجبالي إلى بارئِها مساءَ يومِ الأحدِ السَّابعِ عَشَرَ منْ شهرِ صفرِ الخيرِ سنةَ 1370هـ، المُوافِقِ السَّادسَ والعشرِينَ منْ شهرِ نوفمبر عامَ 1950م.
رَحِمَه اللهُ رحمةً واسعةً، وأنزلَه منازلَ الأبرارِ
اقرأ أيضًا:
من هو الصحابي الذي وصفه النبي بأنه يشبه السيد المسيح عليه السلام؟.. أستاذ بالأزهر يوضح
لو عليك ديون وهموم.. رمضان عبد الرازق ينصح بهذا الدعاء