الخميس 21 نونبر 2024 – 07:00
نشر مجموعة من علماء البيئة دراسة حديثة في المجلة الدولية لعلوم الطيور التي تصدر عن اتحاد علماء الطيور البريطانيين، تؤكد انقراض طائر الكروان طويل المنقار (Numenius tenuirostris)، الذي يصنف ضمن الطيور المهاجرة، وشوهد لآخر مرة في المملكة المغربية في فبراير من العام 1995، مؤكدين أن “الأمر يتعلق بأول انقراض عالمي معروف للطيور في البر الرئيسي لأوروبا وشمال إفريقيا وغرب آسيا”.
وتؤكد الدراسة أن عمليات البحث المكثفة عن هذا النوع تواصلت منذ آخر ظهور له، إذ تم استخدام “إطار عمل احتمالية الانقراض الصادر عن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) لتقييم احتمال الانقراض”، مشددة على أن “النتائج تشير إلى أن هناك احتمالًا بنسبة 96 في المائة بأن طائر الكروان طويل المنقار لم يعد موجودًا، ما يصنفه على أنه منقرض وفقًا لإرشادات القائمة الحمراء الصادرة عن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة”.
وأشارت الدراسة التي أشرفت على إنجازها كل من الجمعية الملكية لحماية الطيور، ومؤسسة “بيرد لايف إنترناشيونال”، ومركز “ناتوراليس” للتنوع البيولوجي، والمتحف التاريخي الطبيعي في بريطانيا، إلى وجود أنواع أخرى من الكروان التي تواجه الكثير من الضغوط البيئية، والمهددة هي الأخرى بالانقراض، مسجلة في الوقت ذاته أن أسباب انقراض طائر الكروان طويل المنقار مازالت غير مفهومة، غير أنه يُرجح أن تكون راجعة إلى فقدان الأراضي الساحلية التي كان يستخدمها للتغذية الشتوية والصيد، إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالتلوث والتغير المناخي والحيوانات المفترسة؛ غير أن نطاق تأثير هذه الأسباب مازال غير معروف.
وفي هذا الإطار قالت نيكولا كروكفورد، مسؤولة السياسات في الجمعية الملكية لحماية الطيور، إن الأمر يتعلق بـ”واحدة من أكثر القصص تدميرًا في مجال حماية الطبيعة في هذا القرن؛ فهذا أول انقراض معروف لطائر من أوروبا البرية، شمال إفريقيا وغرب آسيا”، متسائلة: “كيف يمكننا أن نتوقع من الدول خارج أوروبا أن تتخذ خطوات لحماية أنواعها بينما فشلت دولنا الغنية نسبيًا؟”، مؤكدة في الوقت ذاته أن “هذا الانقراض هو بمثابة دعوة قوية إلى اتخاذ إجراءات كبيرة لصالح الطبيعة، مثلما تمثل آثار الفيضانات والحرائق والجفاف دعوة إلى اتخاذ إجراءات لمكافحة التغير المناخي”.
من جهته، أورد الدكتور أليكس بوند، أمين المتحف التاريخي الطبيعي في بريطانيا، إن “طيور الكروان طويل المنقار توقفت عن العودة إلى موقعها الشتوي في بحيرة المرجة الزرقاء في المملكة المغربية، وقد تم بذل جهود لمحاولة العثور عليها في أماكن تكاثرها، حيث تم إيفاد عدة بعثات مسحت مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة أثناء البحث، لكن ما تم العثور عليه للأسف هو: لا شيء”.
في السياق ذاته أشارت أليكس بيريما، مسؤول القائمة الحمراء في مؤسسة “بيرد لايف إنترناشيونال”، وأحد المساهمين في هذه الدراسة، إلى أن “الخسارة المدمرة لطائر الكروان ذي المنقار الرفيع والطويل ترسل تحذيرًا بأنه لا طائر محصن من تهديد الانقراض”، مضيفة: “لقد انقرض أكثر من 150 نوعًا من الطيور على مستوى العالم منذ عام 1500، وهذا نتيجة تدمير المواطن والاستغلال المفرط للطبيعة والتهديدات الأخرى؛ وبالتالي فهناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الطيور، وبدونها يجب أن نكون مستعدين لموجة انقراض أكبر تغمر مختلف القارات”.
المصدر: وكالات