غزة / محمد أبو دون / الأناضول
– فلسطينيون بمحافظة شمال غزة وصلوا لبعض مناطق سكنهم إثر إعادة قوات إسرائيلية انتشارها فيها ضمن اجتياح منذ 23 يوما
– محمد طعيمة: الآليات الإسرائيلية هدمت بيتي وعشرات المنازل ودمرت أساسيات البنية التحتية، مخيم جباليا لم يعد صالحا للسكن نهائيا
– محمد نبهان: الاحتلال أعدم كل مقدرات الحياة، وتوجد آليات عسكرية إسرائيلية مدمرة ومحروقة بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية
– محمد المدهون: الاحتلال حرق كثيرا من المنازل ومراكز الإيواء وتعمد تدمير كل شيء لإعدام الحياة ودفع المواطنين إلى الهجرة
وسط مخاطر محدقة رافقتهم طوال الرحلة، تمكن فلسطينيون من الوصول لبعض مناطق سكنهم بمحافظة شمال قطاع غزة إثر إعادة انتشار القوات الإسرائيلية فيها ضمن اجتياح مستمر لليوم الثالث والعشرين.
وقال فلسطينيون كانوا قد أُجبروا على مغادرة مناطقهم، لمراسل الأناضول، إنهم رصدوا دمارا واسعا في المنازل والشوارع والبنية التحتية في كل المناطق التي وصلوا إليها.
والأحد، أعادت القوات الإسرائيلية انتشارها في أماكن توغلها شمال قطاع غزة، وتمركزت على الأطراف الأربعة للمنطقة، وواصلت استهدافها المكثف جوا وبرا، وفق شهود عيان للأناضول.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري شرع الجيش الإسرائيلي بقصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع، وفي اليوم التالي بدأ اجتياح المنطقة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على احتلال المنطقة وتحويلها لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانها عبر “إبادة” تنفذها بقصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع وصول الغذاء والمياه لمئات آلاف المدنيين الفلسطينيين.
دمار هائل
محمد طعيمة وصل إلى منطقة “بلوك 4” في قلب مخيم جباليا للاجئين، حيث يقع منزله الذي تحول إلى كومة من الرماد والرمال، على حد وصفه.
وقال طعيمة للأناضول: “لم أتوقع أن تهدم الآليات الإسرائيلية بيتي المكون من 3 طبقات بهذا الشكل، وتحول المنطقة لتجمع من الرمال والركام بعد هدم عشرات المنازل الأخرى”.
وأضاف: “وصولي للمنطقة لم يكن سهلا لأن الآليات الإسرائيلية كانت تطلق نيرانها تجاهها بكثافة، إضافة للمُسيّرات التي تغطي السماء”.
طعيمة زاد بأن “الاحتلال في اجتياحه السابق بمخيم جباليا قبل أشهر دمر معظم منازله وشوارعه، وهذه المرة عاد لتدمير ما تبقى منها”.
وتابع: “جرفت الآليات الإسرائيلية أجزاء كبيرة من مراكز الإيواء الموجودة في المخيم والتي تتبع لوكالة (الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا”.
و”معظم أساسات البنية التحتية، سيما المياه والصرف الصحفي، مدمرة بمعظم مناطق مخيم جباليا إثر أعمال الحفر الإسرائيلية”، وفق طعيمة.
وأكد أن “مخيم جباليا لم يعد صالحا للسكن نهائيا بعد هذا الدمار، ومعظم أهله النازحين سيتفاجئون بما حلّ بمنازلهم بعدما يعودون ويشاهدون الكارثة المهولة”.
آليات محترقة
إلى حي الصفطاوي غرب بلدة جباليا وصل شباب فلسطينيون، بعد إعادة تموضع آليات عسكرية إسرائيلية، ورصدوا هناك دمارا كبيرا في المنازل والمحال التجارية والشوارع.
محمد نبهان كان من الواصلين إلى المكان المدمر، وقال للأناضول إن “المنطقة كانت مليئة بالحياة قبل هذا الاجتياح ولا يمكن أن تعود لما كانت عليه بعده”.
وأضاف أن “الاحتلال أعدم كل مقدرات الحياة ونسف عددا كبيرا من المنازل والأبراج السكنية التي تضم عشرات الوحدات السكنية”.
وشدد على أن “خسائر التجار في تلك المنطقة كبيرة جدا لأن فيها عدد من المحال التي كان بداخلها بضائع لهم”.
وحسب نبهان فإن “اللافت في المنطقة كان وجود بعض الآليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة والمحروقة بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية”.
وزاد بأن “حجم الدمار بتلك الآليات يدلل على ضراوة وشدة الاشتباكات التي خاضتها المقاومة ويفسر حجم الدمار بالمنطقة لأن الاحتلال كلما تعرض لخسائر يزيد من الدمار”.
حرق وإعدام للحياة
أما الشاب محمد المدهون، فلم يتمكن من إخفاء صدمته فور وصوله لمحيط “دوار الشيخ زايد” إلى الشمال من مخيم جباليا.
وقال المدهون للأناضول: “الاحتلال حرق كثير من المنازل ومراكز الإيواء ودمرها دمارا كاملا”.
ولفت إلى أن “مراكز الإيواء والمنازل كانت مليئة بالأثات ومستلزمات الحياة الخاصة بالناس، لكن جميعها أصبح رمادا”.
المدهون أفاد بأن “الجيش الإسرائيلي جرف شوارع كثيرة وأراض بمحيط المنطقة وحولها لمناطق قاحلة بعد أن كان بها بعض الأشجار ومظاهر الحياة”.
وروى الشاب أن “الاحتلال تعمد تدمير كل شيء شمال قطاع غزة لإعدام الحياة فيه ولدفع المواطنين إلى الهجرة والنزوح منه”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 143 ألف و500 قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحوّلت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب “الإبادة الجماعية” نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات