ربما يكون آل باتشينو أحد أشهر الممثلين وأكثرهم احترامًا في العالم، وكذلك من أبرز الفنانين الذين حطمت أعمالهم أرقامًا قياسية في إيرادات شباك التذاكر، وعندما تجاوز الممثل، الذي يبلغ من العمر الآن ٨٤ عامًا، صُدم باكتشاف أن ثروته التي بلغت ٥٠ مليون دولار، والتي جمعها على مدى عقود، قد تبخرت.
وكشف عن أسباب ذلك، وكيف تخطت إيرادات أفلامه حاجز المليار دولار بينما لم يجمع طوال مسيرته سوى ٥٠ مليون دولار فقط، وهو مبلغ لا يتناسب مع الإيرادات الضخمة لأعماله، وفقًا لموقع «thestreet».
ماذا فعل آل باتشينو في ثروته قبل إفلاسه؟
قام آل باتشينو بالتمثيل في أفلام مميزة من سلسلة The Godfather، وSerpico، وScent of a Woman «الذي فاز عنه بجائزة الأوسكار»، وOcean’s 13، و Jack and Jill، وعشرات الأفلام الأخرى وحققت أفلامه إيرادات بلغت نحو 1.7 مليار دولار، ومع ذلك، يزعم أنه غالبًا لم يرى إلا القليل جدًا من ذلك، بل أنه حصل على 35000 دولار مقابل أول فيلم من سلسلة The Godfather.
وكشف في مذكراته الجديدة «سوني بوي»: «لم أكن أفهم كيف آلية عمل المال في السينما، كانت لغة لم أكن أتحدثها على الإطلاق»، مشيرًا إلى أنه لم يركض وراء الأموال بل أن نجاحها هو ما أدخل له ثروته القليلة بالمقارنة مع إيرادات ضخمة حققتها أفلامه.
في مقابلة جديدة مع NPR، هذا الأسبوع، شارك باتشينو قصصًا حول نشأته في حي صعب في برونكس، نيويورك، والتجول مع الأصدقاء الذين انتهى بهم الأمر إلى مسارات مختلفة، ومن بين هذه القصص فتح قلبه وتحدث بعفوية عن أسباب ضياع ثروته، قال: «لقد عشنا يوما بيوم وفي مغامرة، الأمر أشبه برواية هكلبيري فين، ومع ذلك قصة حياتي في شبابي، كانت منطقة لا تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، كانت أشبه بالفقر».
من الفقر إلى الثروة ثم الإفلاس
كان التمثيل بمثابة ملجأ، بدأ باتشينو التمثيل في مسرحيات المدرسة الإعدادية، يقول: «في مرحلة ما، بدأت أتحدث بطريقة تأتي من داخلي وتستخدم كلمات المؤلف، لقد انجذبت إلى التمثيل على الفور، كانت هذه طريقة رائعة للعيش، لا يهم ما يحدث – إذا أصبحت مشهورًا أم لا، إذا تناولت الطعام أم لا، إذا جنيت المال، أو لم أجنه، لقد كنت مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالفن».
عندما أصبح نجمًا كبيرًا، لم يسعَ آل باتشينو لجمع المال، وفي وقت متأخر من حياته اكتشف ضياع ثروته تقريبًا. وهنا بدأ بتدوين الأخطاء التي ارتكبها وأدت إلى هذا الوضع، كاشفًا في مذكراته أنه كان يدفع 400 ألف دولار سنويًا لصيانة منزل لم يكن يعيش فيه، بالإضافة إلى تكاليف 16 سيارة و23 هاتفًا محمولًا.
وذكر في كتابه: «إن الأموال التي كنت أنفقها وأين كانت تذهب كانت مجرد نتاج مجنون للخسارة؛ كان الباب مفتوحًا على مصراعيه وكان هناك أشخاص لا أعرفهم يعيشون على حسابي».
وأضاف: «كل هذا حدث رغم أن والدي، الذي لم أعيش معه فترة كافية لمعرفته، كان محاسبًا ماهرًا جدًا. لكنني ابتعدت عن هذه الجوانب المالية لأنني كنت دائمًا منغمسًا في عملي أو في أشياء أخرى لا علاقة لها بالمال. الأحمق وماله سرعان ما يفترقان، وهذا القول ينطبق تمامًا عليّ».