الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فبإمكانه إنقاذ الكوكب أو تدميره حسب استخدامات القائمين عليه وصانعيه، لكن لا أحد يمكنه أن ينكر أنّ التقنية المتطورة تمتلك قدرة فائقة على تحسين جودة الأشخاص، والتي نستعرض أبرزها في السطور التالية، بحسب ما ورد عن موقعي «impact.ed» و«visualcapitalist».
الذكاء الاصطناعي وإنقاذ البشرية
رغم ظهور الذكاء الاصطناعي بشكل واسع ودخوله إلى العديد من المجالات في وقت قياسي، إلا أنّ اكتشاف الذكاء الاصطناعي لم يكن وليد هذا القرن، ففي جامعة إدنبرة البريطانية وقبل أكثر من 60 عامًا، تأسس أول مركز أبحاث للذكاء الاصطناعي في أوروبا، لتنطلق معه بداية استخدام التكنولوجيا في حياتنا، وكثرت الأقاويل بين مؤيد ومعرض لاستخدامه، ولكن ما اتفق عليه الجميع هو قدرته الهائلة على تحسين جودة حياتنا.
وبحسب جاك فلوريو، الذي يشغل منصب أستاذ في مجال الذكاء الاصطناعي في جامعة إدنبرة، فإنّ ما لا يدركه كثير من الناس هو أنّ الذكاء الاصطناعي بشكل أو آخر موجود منذ فترة طويلة، ولكنه لم يصل إلى المجتمع بشكل صحيح إلا الآن.
تشخيص السرطان
خوارزميات الذكاء الاصطناعي نجحت في الكشف المبكر عن سرطان الثدي بنسبة تصل إلى 13%، بفضل التدريب على بيانات المرضى مجهولة الهوية، وتمكنت الأداة المسماة بـMia من تحليل صور الثدي بالأشعة السينية، واكتشاف الأورام الصغيرة للغاية، التي يسببها المرض الأكثر فتكًا في تاريخ البشرية، لذا فإنّ معالجته ستتسبب في إطالة عمر الملايين من النساء في العالم.
قرر العلماء إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال إنتاج الغذاء لتحسين جودته، حيث قدّم اقتراحات فاعلة في الوقت المناسب لزراعة بعض المحاصيل، وتسريع اختبار التربة باستخدام التعلم الآلي لتقديم توصيات بشأن الأسمدة، ما أدى إلى زيادة نسبة نمو النباتات بشكل صحي لـ21% في غضون 18 شهرا فقط، في البلدان التي استخدمت التقنيات في هذا المجال.
حماية الحياة البرية
يستخدم خبراء الحفاظ على البيئة كاميرات المراقبة لمراقبة الحياة البرية، ولكنهم يستغرقون الكثير من الوقت لمراجعة ملايين الصور يدويًا، ويمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي معالجة 18 ألف صورة في الساعة، وبافتراض أنّ الأمر سيستغرق من الأشخاص ثانيتين لمراجعة كل صورة، فإنّ الذكاء الاصطناعي أسرع بنسبة 90% من البشر، ما يساعد على التحليل السريع من قِبل خبراء الحفاظ على البيئة، واتخاذ قرارات أسرع وأكثر فعالية، ومراقبة وحماية بعض الحيوانات من الانقراض، من خلال تتبع سلوكها الغريب، وأعدادها.