كانت عائلته تنتظر بفارغ الصبر موعد زيارته حيث يقضي عقوبته بسجن أيت ملول، يوم الخميس الماضي، قبل أن يتحول هذا الموعد إلى لحظة وداع مؤلمة، بعدما تلقى والده خبر وفاته في اليوم نفسه، ودعوة للحضور لمعاينة جثة ابنه في المستشفى الإقليمي بإنزكان.
تلك كانت لحظات قاسية يحكيها لنا ابراهيم متقي والد الشاب وليد، الذي طالب بضرورة فتح تحقيق في وفاة ابنه الغامضة من خلال تصريح خص به « اليوم24″، وقال إن ابنه كان نزيلا بسجن أيت ملول، حيث أكمل للتو حوالي ستة أشهر من أصل سنتين حبسا نافذا على خلفية إدانته في ملف قضائي قبل أشهر.
ويحكي المتحدث نفسه أن ابنه لم يكن يعاني من أي مرض مزمن، وقال بأنه في آخر اتصال بينهما اشتكى من إصابته بحمى شديدة، وعدم قدرته على الحديث قبل يوم من وفاته، مشيرا في الوقت نفسه، إلى تلقيه اتصالات أخرى من نزلاء بالغرفة نفسها التي كان يقضي بها ابنه عقوبته السجنية، والتي تحدث من خلالها زملاؤه عن أنهم حاولوا الاستنجاد بحارس السجن في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، لإنقاذ الشاب الذي تعرض لمضاعفات خطيرة نتيجة إصابته بحمى شديدة، لكن لم يتدخل أحد، وفق روايته.
ويقول الأب المكلوم، بأنه يحمل المسؤولية للمنظومة الصحية بداخل سجن أيت ملول، نظرا لعدم تدخلها لإنقاذ ابنه أثناء مرضه، واكتفاء المكلفين بإعطائه حبة دواء مسكن لآلام الرأس بدلا من نقله إلى المستشفى.
وفي السياق نفسه، أشار ابراهيم، إلى فتح النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بأكادير تحقيقا في موضوع الوفاة المشبوهة لابنه، حيث تم تحويل جثته إلى مصلحة الطب الشرعي، وإخضاعه للتشريح الطبي، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات لترتيب المسؤوليات، ومعاقبة من كان سببا في تدهور صحة ابنه ووفاته.
المصدر: وكالات