وجّه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني الشقيق إلى الجمهورية العربية السورية.
كما وجّه سموه بتسيير ست رحلات جوية إضافية لنقل المساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني الشقيق.. وذلك إضافة إلى المساعدات التي جرى تخصيصها لدعمه بقيمة 100 مليون دولار.
وتأتي توجيهات سموه، في سياق الدعم المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات لتعزيز جهود الإغاثة الإنسانية وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب اللبناني الشقيق، في ظل التحديات الراهنة التي يمرون بها.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق حملة إغاثية لدعم الشعب اللبناني، تأتي في إطار مبادرات سموه الإنسانية المستمرة تجاه الأشقاء في لبنان، كما تأتي تجسيداً للدور المتنامي لدولة الإمارات في منح المساعدات الإنسانية والتنموية للدول الشقيقة والصديقة.
وقال سموه إن حملة «الإمارات معك يا لبنان» من شأنها تعزيز مجالات الاستجابة الإنسانية تجاه المتأثرين من الأوضاع الراهنة في لبنان، من خلال توفير الاحتياجات الضرورية، خاصة الطبية والغذائية والإيوائية.
وأكد سموه، أن الوضع الراهن في لبنان يحتاج لتضافر الجهود كافة، للحد من تداعياته الإنسانية على المتأثرين، والوقوف بجانبهم حتى تنجلي ظروفهم الراهنة.
وأضاف سموه: «تعودنا من شعب الإمارات والمقيمين على أرضها، التجاوب الكبير مع مثل هذه الحملات، والتضامن مع إخوتهم في الإنسانية، لذلك كلنا ثقة في أن الحملة ستحقق أهدافها، في إحداث الأثر المطلوب في جهود الإغاثة الإنسانية، لصالح الأشقاء في لبنان».
وقال سموه إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لن تدخر وسعاً في تعزيز فعاليات الحملة، وتقديم كل ما من شأنه أن يسهم في الحد من وطأة المعاناة الإنسانية التي تشهدها الساحة اللبنانية.
من جانبه، أعرب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، زياد المكاري، عن شكر لبنان حكومةً وشعباً لدولة الإمارات العربية المتحدة، تقديراً للدعم الكبير الذي قدمته في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها لبنان بسبب الحرب الإسرائيلية.
وأشاد المكاري بالمساعدات الإنسانية والطبية التي قدمتها الإمارات، مؤكداً أنها كانت من أوائل الدول التي سارعت لنجدة لبنان وتقديم المساعدة الضرورية.
وقال لوكالة أنباء الإمارات، خلال زيارته فرنسا: «فاجأتنا الإمارات حقيقة، فقد كانت أول دولة تهب لمساعدتنا إنسانياً وطبياً ونحن تحت القصف».
ووجه المكاري شكره العميق لدولة الإمارات، مشيراً إلى أن «استجابتها السريعة ودعمها الكبير يمثلان نقطة تحول مهمة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان».
وأضاف المكاري: «خصصت الإمارات لنا مساعدات بقيمة 100 مليون دولار، وأرسلت شحنات طبية وغذائية نحن في أمسّ الحاجة إليها. هذا الدعم ليس مجرد مساعدة عابرة، بل هو تعبير عن تضامن حقيقي بين الأشقاء العرب».
وقال: «الجسر الجوي الذي سيّرته الإمارات لإغاثة الشعب اللبناني جاء في وقت حساس، حيث يتعرض لبنان لعدوان إسرائيلي متواصل، ويمر البلد بأزمة إنسانية وصحية خانقة».
وأكد المكاري أن هذه المساعدات تمثل شريان حياة للبنانيين الذين يعانون نقصاً حاداً في الموارد الطبية والغذائية نتيجة للقصف المستمر، مثمناً دعم الأشقاء العرب.
وأشار إلى أن مساعدات الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر تشكل ديناً على لبنان وشعبه، سيظل محفوراً في الذاكرة كعلامة على التضامن العربي في أوقات الأزمات.
وبخصوص التطورات الميدانية في لبنان، دان زياد المكاري بشدة العدوان الإسرائيلي على بلاده، ووصف الهجمات المستمرة بأنها «عمل وحشي وغير مبرر»، يهدف إلى تدمير البنية التحتية اللبنانية، واستهداف المدنيين.
وقال المكاري: «إسرائيل تواصل عدوانها على لبنان، ونحن نستنكر بشدة هذا التصعيد الذي يهدد أمننا واستقرارنا. القصف الذي تتعرض له بيروت ومناطق أخرى في البلاد، هو انتهاك واضح للقوانين الدولية والإنسانية».
وأكد أهمية استمرار الدعم العربي والدولي للبنان في ظل هذه الأزمة، مشيراً إلى أن «لبنان يمر بأصعب مراحله، وهو بحاجة إلى كل مساعدة ممكنة من أشقائه العرب والمجتمع الدولي».
وتمثل حملة «الإمارات معك يا لبنان» التي تنطلق اليوم، وتستمر حتى 21 أكتوبر الجاري، محطة جديدة في المسار التاريخي والنهج الثابت لدولة الإمارات، قيادة وشعباً بالوقوف إلى جانب لبنان في المراحل كافة، خصوصاً خلال حالات الطوارئ والأزمات، التي تعرض لها على مدى خمسة عقود.
وتجسد الحملة، التي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويشارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة، إرادة دولة الإمارات وعزمها على تسخير الإمكانات كافة، وتقديم كل ما يلزم لدعم الأشقاء اللبنانيين، ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات الراهنة والصعوبات الحالية.
وأرسلت الإمارات في ضوء هذه الحملة ست طائرات محملة بقرابة 205 أطنان من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية ومعدات الإيواء، للإسهام في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والصحية الحرجة، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين.
كان صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، قد أمر في 30 سبتمبر الماضي، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني الشقيق.