يثير الملحدون عبر وسائل الإعلام الغربية أو وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من الأفكار المشوهة والمغلوطة عن الدين، بهدف تشكيك الشباب في العالم العربي والإسلامي في دينهم ومعتقداتهم، لذا أطلقت جريدة «الوطن» حملة تستهدف محاربة الإلحاد باسم «تعزيز قيم الهوية الدينية»، والتي تحمل شعار «الإيمان قوة.. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين».
تساؤل هل الله موجود؟ ومن خلق الله؟ من أبرز التساؤلات الجدلية التي يثيرها الملحدون منذ القدم بغرض التشكيك في وجود الخالق، وهذا ما أجاب عنه الدكتور الراحل مصطفى محمود في كتابه «حوار مع صديقي الملحد»، بشكل منطقى وقوي.
من خلق الله؟
يقول الدكتور مصطفى محمود إن صديقه الملحد طرح عليه السؤال حول وجود الخالق قائلًا له: «انتم تقولون أن الله موجود، وعمدة براهينكم هو قانون السببية الذى ينص على أن لكل صنعة صانعا ولكل خلق خالق ولكل وجود موجد.. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل.. ومن خلق الخالق.. من خلق الله الذى تحدثوننا عنه؟».
وجاء رد الدكتور مصطفى محمود مؤكدًا أن السؤال فاسد من الأساس لأن السببية هي قانون البشر الذين يخضعون للزمان والمكان، ولا ينبغي أن نجعل من الله خالقا ومخلوقا في الجملة نفسها لأن هذا تناقض، والوجه الآخر لفساد السؤال أن يتصور الملحد خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته، لأن الله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيدا بالزمان والمكان ولا بقوانين الزمان والمكان.
معرفة الله بالضمير
وأِشار الدكتور مصطفى محمد في أحد لقاءاته التليفزيونية إلى أطروحة الفيلسوف الألماني مانويل كانط، الذي أكد أن العقل البشري لا يمكن أن يستوعب فكرة وجود الله، لأن عقل الإنسان خلق لاستيعاب الواقع المادي من جزئيات ومقادير فقط، وعندما سألوه: فـ كيف تعرف الله إذا لم يستوعبه عقلك ليكون رده: «أعرف الله بالضمير لا بالعقل».