إن حاضر أي أمة ما كان ليكون لولا تاريخها، فما بالنا بدولة عظيمة مثل المملكة العربية السعودية قلب الحضارة العربية والإسلامية، ونموذج الدولة المعاصرة التي شهدت نهضة فكرية وعلمية واقتصادية وسياحية كبيرة أدهشت العالم وباتت محط أنظاره.
ونظراً لأمجادها وإنجازاتها تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الذي يحمل الرقم 94، لإبراز التقدم الذي شهدته البلاد في مختلف المجالات مع التأكيد على هويتها وتراثها.
إن الاحتفال باليوم الوطني هو مناسبة تعود بنا إلى تاريخ المملكة العربية السعودية الحافل بالأمجاد والبطولات، فالمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله)، حرص على أن تقوم دولته الحديثة على معايير الحداثة والمعاصرة مع الحفاظ على أصالتها، فأقام وأبناؤه من بعده علاقات دبلوماسية صحية مع دول العالم، قائمة على احترام مبدأ السيادة وحسن الجوار، وأولوا اهتماماً كبيراً بدعم القضية الفلسطينية حتى أصبحت قضية جوهرية، ناهيك عن الكثير من القضايا الإنسانية التي تركت فيها المملكة بصمتها الخالدة، ولما تأسست جامعة الدول العربية في القاهرة عام 1945، كانت المملكة العربية السعودية أول المؤسسين.
إن المملكة العربية السعودية لها مكانة عظيمة لدى المسلمين ففيها مكة المكرمة مهبط الوحي والمدينة المنورة، وكل مكان فيها يعكس حضارة تضرب في جذور التاريخ، كما تشكل قبلة للمفكرين والأدباء والشعراء لما فيها من موروث أدبي غني يجعلها موضع شغفهم واهتمامهم.
منذ اليوم الأول من تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وقادتها يناضلون بالغالي والنفيس لأجل أن يحيا الوطن ويعيش أبناؤه بكرامة وعنفوان، وأن تكون المملكة دولة يحسب لها حساب في المحافل الدولية وفي العالم، لها وزنها السياسي والاقتصادي الذي يجعلها تلعب دوراً فاعلاً ومحورياً في المنطقة والعالم، لها سيادتها المستقلة وقراراتها الصلبة في مواجهة مختلف التحديات.
حلم الأجداد بأن تكون المملكة دولة رائدة متنورة حققه سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، ليكون الحلم حقيقة، بدأت الرؤية بحلم، وتحققت بعزيمة قائد وإرادة شعب.
إن أهمية الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية التي تأتي هذا العام تحت شعار «نحلم ونحقق» التي أعلنها رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، تكمن في تعزيز مشاعر الولاء والانتماء للوطن، الذي يشهد نهضة في مختلف المجالات الفكرية، والثقافية والعلمية، كذلك في مجال الصناعة والبنية التحتية، ناهيك عن القفزة الاقتصادية والريادة في مجال الرياضة والإعلام، وبالموازاة مع كل هذا التطور استطاعت المملكة أن تحافظ على هويتها ومكانتها الإقليمية والدولية.
فكل عام والمملكة العربية السعودية وملكها الحكيم الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وشعبها العزيز في عز وشموخ وريادة ونجاح، وأدام الله علينا نعمتي الأمن والأمان.