تلعب وسائل الاتصال الرقمي دورًا محوريًا في حياة الأفراد، سواء في تشكيل وعي إيجابي، أو في نشر أفكار تهدد استقرار الوطن وسلامة أفراده، ومن منطلق ذلك أطلقت صحيفة «الوطن» ثلاث حملات توعوية لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية» بهدف الحفاظ على تماسك المجتمع، فكيف يمكن لوسائل الاتصال الرقمية أن تسهم في تعزيز الهوية الوطنية؟
كيف تساعد وسائل الاتصال الرقمية في تعزيز الهوية الوطنية؟
المهندس وليد حجاج مستشار الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني يرى أن المنصات الرقمية من أقوى الأدوات التي شكّلت التحولات الاجتماعية والسياسية في العصر الحديث، إذ أصبح وسيلة فعالة في نشر المعلومات وتوجيه الرأي العام، فقد أتاحت المنصات الرقمية فرصة لظهور ما يُعرف بـ«اللجان الإلكترونية»، وهي مجموعات منظمة تسعى للتأثير على المجتمعات عبر نشر الأخبار المزيفة والشائعات بهدف التلاعب بالرأي العام، ما شكل تحديًا كبيرًا للوعي الوطني.
المنصات الرقمية سلاح ذو حدين
على الرغم من تمهيد منصات التواصل الطريق لتحدٍ جديد، لكنها وفرت الطريق لمواجهة هذا التحدي عن طريق استخدامها لتوجيه حملات توعوية للمواطنين بهدف تعليمهم كيفية التمييز بين الأخبار الموثوقة والمضللة، وتطوير مهارات التفكير النقدي التي تمكنهم من مقاومة الدعاية السلبية.
وقد أدركت الكثير من الحكومات والمؤسسات أهمية هذا الجانب، وبدأت في تنظيم حملات إلكترونية واسعة لنشر الوعي الوطني، وتحذير المواطنين من الانجراف خلف المعلومات غير الموثوقة.
مواجهة اللجان الإلكترونية من خلال المنصات الرقمية
ورأى الخبير المعلوماتي أن مواجهة هذا التحدي يمكن أن يجرى من خلال بعض الخطوات التي تهدف لرفع وعي المواطن، عن طريق استراتيجية متعددة الجوانب، تبدأ من خلال مبادرات كثيرة ترعاها الدولة لرفع «الوعي التكنولوجي» لدى المواطن، ما قامت به الدولة المصرية، حيث أصدرت عدة مبادرات من أبرزها «سفراء الوعي التكنولوجي» تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي، إذ تخرج منها آلاف المواطنين في أعمار مختلفة على مدار أربعة دفعات، والتي أيضا جرى تقديم منها نسخة للأطفال تحت عنوان «سايبر جونيور»، من أهدافها تعزيز التعليم الرقمي ونشر ثقافة البحث عن المصادر الموثوقة قبل تصديق أو مشاركة أي معلومات، إضافةً لكيفية الكشف عن الحسابات المزيفة.
وأضاف أنه جرى اتخاذ خطوات جادة في تنظيم المعلومات على الإنترنت عن طريق فرض رقابة على المحتوى الزائف الحسابات التي تنشر الأكاذيب، إضافة إلى إنشاء الحكومة منصات رسمية للتواصل مع المواطنين بشكل مباشر وتوفر لهم المعلومات الصحيحة والمحدثة حول الأحداث الوطنية وتنفي الشائعات والأكاذيب.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام خاصة الرقمية لها دور كبير في محاربة اللجان الإلكترونية عن طريق إطلاق حملات توعية وتقديم برامج توعوية تشرح للمواطنين كيفية التعامل مع الأخبار المزيفة، إضافة لتصحيح الشائعات وتقديم الأخبار الصحيحة.