إن الرياح القوية والعواصف الرعدية والأمطار الغزيرة التي تعد تحديا لقائدي الطائرات أثناء التحليق في الهواء، وقد تشكل خطرًا كبيرًا على أمان وسلامة الرحلة والركاب، وعلى الرغم من أنه أمر وارد في الجو في مثل هذا الارتفاع الكبير، إلا أنه قد يسبب مشاكل عدة، فكيف يتم التعامل مع تحديات الطبيعة؟، وفقًا لما ورد عبر موقع «slashgear».
تدريبات الطيارين قبل السفر
قال الطياران جاري باومغاردنر، وهو يتمتع بخبرة 18 عامًا في عالم الطيران، والكابتن براندون ميدوز، وهو طيار سابق للبحرية الأمريكية، أن الطيارون الجدد يخضعون إلى بعض التدريبات والاختبارات الشاقة قبل البدء في سلك رحلاتهم الأولى، للتعامل مع التحديات الطبيعية التي قد تواجههم في الهواء، لضمان أمان وسلامة الركاب.
بحسب باومغاردنر، في البداية، تقوم شركات الطيران بالتحقق من أحوال طقس خط السير الذي ستسير فيه الطائرة، لمعرفة إمكانية إتمام الرحلة أم لا، وتجنب أي عوائق طبيعية قد تعيق حركة الطائرة: «الهدف عند التعامل مع الطقس القاسي هو تجنبه، ونحن عادةً ما نتحرى حول الطقس، خاصة الطقس الذي يحتوي على نشاط الضغط الجوي الهائل، ومع ذلك، إذا لم نتمكن من تجاوز الطقس القاسي، فسنغير مسارنا أو نعود».
وفي حالة استمرار العاصفة الجوية أو الأزمة الهوائية التي تعيق الرحلة، فقد يتم إلغاء الرحلة بالكامل، وتأجيلها إلى معاد آخر، تجنبًا لأي تهديد قد يؤدي لأي مخاطر على سلامة الركاب، وفق ما قاله ميدوز، والذي أضاف أن الطائرات في الأساس مصممة بشكل قوي يجعلها محصنة بشكل جيد للتعامل مع مثل هذه التحديات الجوية، إذ أنها تتمتع بالمرونة الكافية لتفادي مثل هذه الضربات الهوائية.
كيف يتعامل الطيارون مع العواصف الجوية في الهواء؟
أكد الطياران أنه من الصعب حدوث أي مشاكل جوية غير متوقعة، إذ تقوم الشركات بإجراء تحقيقات شاقة قبل بدأ الرحلة، ولكن في حالة حدوثها، فهناك طرق يستخدمها الطيارون لمواجهة ذلك، كتواصلهم مع بعضهم البعض في الهواء لإخبار الطيارين الآخرين بتغيير المسار، وإبلاغ الركاب بضرورة ربط أحزمة الآمان.
وبحسب الطيار مارتن تشالك، الذي ناقش بعض الإجراءات التي يتبعها الطيارون في هذه الظروف، فإن طيار يقوم بارتداء حزام الأمان دائمًا لمنع حدوث تغييرات مفاجئة في الجو، وأوضح تشالك: «كطيارين، يجب أن يكون أحدكما مربوطًا دائمًا، وذلك للتأكد من أنه في حالة حدوث اضطرابات غير متوقعة، يكون أحدهما قادرًا على الاستمرار في الطيران في الطائرة،».
وأضاف تشالك أنها أشياء نادرة الحدوث بسبب عمليات ما قبل صعود الطائرة إلى الهواء، فالطائرات الحديثة لديها رادار قوي للطقس يقوم بإمدادهم بمعلومات الطقس على شاشة الخريطة الخاصة بهم في كابينة الطائرة، والتي تأتي من هوائي الرادار الموجود في مقدمة الطائرة، الذي يعمل على كشف جزيئات الماء ويعرض ألوانًا مختلفة حسب كثافة الماء.