أطلقت “تنسيقية الدفاع عن الشاعر والأستاذ المبرز سعيد عبيد” عريضة تضامنية وقعتها مجموعة من الهيئات الحقوقية والنقابية والثقافية، مطالبة بـ”رفع الحيف الذي تعرض له الأستاذ”، المتمثل في عقوبة العزل من الوظيفة العمومية، بسبب توظيفه التربوي لصورة الختم النبوي الشريف في إحدى محطات التقويم بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق بوجدة الذي يشتغل به.
وطالبت الهيئات والمنظمات الموقعة على العريضة التضامنية، التي توصلت هسبريس بنسخة منها، وزارة التربية الوطنية بـ”التراجع عن قرارها غير المبرر، والعمل على إنصاف الأستاذ، خصوصا مع صدور حكمين قضائيين عن القضاء الإداري لصالحه؛ الأول حكم ابتدائي عن المحكمة الإدارية بوجدة، عززه حكم استئنافي نهائي عن محكمة الإدارية بالرباط، يتعلق بإلغاء قرار التوقيف المؤقت، مع ترتيب الآثار القانونية، غير أن الوزارة امتنعت عن تنفيذه رغم أنه مشمول بالنفاذ المعجل منذ تاريخ 18 يناير 2024، والثاني يتعلق بإلغاء قرار العزل مع ترتيب الآثار القانونية صدر عن المحكمة الإدارية بوجدة بتاريخ 29 ماي 2024″.
واعتبرت العريضة أن الامتناع عن تنفيذ الأحكام القضائية “ليس تحقيرا لها فحسب، لكنه مس خطير بسلطة القانون، وزعزعة لثقة المواطنين في اللجوء إلى القضاء، لأن العدالة لا تتحقق بصدور الأحكام فحسب، ولكنها تتحقق بالسهر على إلزامية تنفيذها المعجل”، وفق الوارد فيها.
كما أرفقت التنسيقية العريضة المذكورة بورقة تلخص الوقائع المتعلقة بالعقوبة التي وصفتها بـ”المجحفة”، الصادرة في حق الأستاذ في ما باتت تعرف بـ”عقوبة الختم النبوي”.
وتعرف الورقة بالأستاذ الشاعر الذي “يعرف عنه أنه إلى جانب كونه قامة أدبية عالية، وشاعرا رصينا، وله حضور وطني ودولي، نشيط في المجال النقابي والتدوين الصحافي من خلال عشرات المقالات التي تنتقد اختلالات المنظومة التعليمية بالمغرب، وتفضح الفساد والريع التربوي والمتورطين في ملفات الفساد المفسدين محليا وجهويا ووطنيا”، معتبرة أن هذا الأمر “قد يفسر قرار العزل بأنه مجرد انتقام وتصفية حسابات من أجل إسكات الأصوات الحرة وتخويف باقي النشطاء”.
وذكّرت التنسيقية ذاتها بأن “صورة الختم النبوي التي جعلتها الوزارة ذريعة لقرار العزل، بدعوى أنها تشير إلى جهات متطرفة، هي نفسها أوردتها في كتاب مدرسي رسمي للسنة الثالثة الثانوية (1996) تحت عنوان ‘صورة لخاتم الرسول صلى الله عليه وسلم’، ومع العلم كذلك أن الصورة نفسها من معروضات المعرض الدولي للسيرة النبوية المنظم بالرباط تحت الرعاية الملكية”.
وتعود تفاصيل الملف إلى 28 مارس 2023، حين أنجز الأستاذ المعني اختبار الأسدوس الأول، في مصوغة التخطيط، لمتدربي شعبة العربية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة، ووظَّف في الاختبار صورة الختم النبوي باعتبارها سندا ديدكتيكيا لنص الانطلاق الذي هو قصيدة في المديح النبوي لأحمد شوقي.
وبتاريخ 8 ماي من العام ذاته تم توقيف الأستاذ عن العمل مؤقتا، مع وقف الأجرة، في انتظار العرض على أنظار المجلس التأديبي، بدعوى “توظيف شعار بصري لا مسوغ بيداغوجيا أو ديدكتيكيا له، ويحيل على شعارات ترفعها جماعات متطرفة”، رغم أن الأستاذ، حسب تنسيقية الدفاع عنه، سبق أن وضح للجنة المفتشية المركزية التي اجتمعت به قبل ذلك أن “الأمر يتعلق بصورة لا بشعار، وأن الصورة هي للختم النبوي الشريف مصدرها موسوعة ويكيبيديا”.
المصدر: وكالات