بيروت/ وسيم سيف الدين / الأناضول
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، إن الوضع في لبنان مثير للقلق، ودعا إلى ضرورة الاستعداد لسيناريو “أسوأ” في حال شنت إسرائيل حربا على “حزب الله”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي الثلاثاء، عقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في مقرّه غرب العاصمة بيروت، وفق بيان لمكتب بري الإعلامي وصل الأناضول نسخة منه.
وأفاد البيان بأن الجانبين ناقشا الأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل حربها على قطاع غزة، والمواجهات مع “حزب الله” على الحدود الجنوبية للبنان، ودور الأونروا.
وقال لازاريني: “ناقشنا مع بري عمق الأوضاع في المنطقة والأزمة الدراماتكية في غزة والضفة الغربية وأيضا النزاع الذي يتوسع هنا في لبنان”.
وأضاف: “تحدثنا أيضا عن أثر هذا التوتر بين إسرائيل ولبنان، ونعلم أن عدداً كبيراً من المدنيين نزح سواء شمال إسرائيل أو جنوب لبنان، يجب أن نكون دائما مستعدين للأسوأ، مع أننا كلنا أمل أن لا يحصل هذا الأسوأ، الوضع بالفعل مثير للقلق” .
ولفت لازاريني إلى أن كل الجهود تنصب نحو وقف إطلاق النار في غزة وأيضاً ولصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة “حماس” وكيفية تحسين المساعدات الإنسانية التي تقدمها الوكالة بقطاع غزة.
وأوضح أن الأونروا تواجه هجوما إسرائيليا دائما ودعوات لتفكيكها، مشيرا إلى وجود ضغوط تمارس من قبل الكنيست الإسرائيلي في هذا الاتجاه.
وأضاف المفوض الأممي: “يكاد لا يمر يوم دون أن تستهدف منشآت الأونروا أو موظفيها أيضاً داخل غزة”.
ومنذ بداية حربها على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تواصل إسرائيل استهداف الأونروا مما يفاقم معاناة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين، ويعيق الجهود الإنسانية المبذولة لتوفير الخدمات المنقذة للحياة، في ظل حرب متواصلة منذ 12 شهرا.
وتدعي إسرائيل أن موظفين في “الأونروا” شاركوا في هجوم “حماس” على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة في 7 أكتوبر، بينما تؤكد الأمم المتحدة حياد الوكالة.
وضمن حملة تحريض على “الأونروا”، جمّدت دول غربية تمويلها، وطرحت تل أبيب بالكنيست مشروع قانون لتصنيفها “منظمة إرهابية”؛ لكن معظم تلك الدول تراجعت عن قراراتها واستأنفت التمويل عقب تحقيقات أممية أثبتت عدم صحة المزاعم الإسرائيلية.
وتعرضت 190 منشأة ومقرا تابع لـ”الأونروا” لقصف وتدمير إسرائيلي، سواء كليا أو جزئيا، حسب تقرير للوكالة.
وكان لازاريني التقى في وقت سابق اليوم، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مقر الحكومة وسط بيروت وجرى عرض لأوضاع الوكالة والمساعدات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين. (وفق بيان لميقاتي)
كما التقى لازاريني وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وعرض معه واقع الوكالة الأممية والتحديات المالية التي تواجه دورها في تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والمنطقة، وخصوصا في ظل محاولات اسرائيل المستمرة لتقويض عملها، وفق بيان للوكالة.
ووفق بيان للخارجية وصل الأناضول، شدد بوحبيب على “أهمية استمرار الأونروا بمهامها وبالخدمات التي تقدمها، لا سيما في مجالي التعليم والصحة، لأن ذلك يعدّ استثمارا في مستقبل أفضل للاجئين الفلسطينيين”.
كما اعتبر بوحبيب أن “غياب الأونروا يعني عمليًا دفع هؤلاء نحو التطرف والعنف، بدلا من السعي إلى تحقيق طموحاتهم وأحلامهم بحياة كريمة”.
وفي وقت سابق اليوم، وصل لازاريني إلى بيروت في زيارة تستمر ليومين، للقاء المسؤولين اللبنانيين، وفق تصريحات سابقة له.
وبحسب أحدث إحصاء لوكالة “الأونروا” فإن العدد الإجمالي للاجئي فلسطين المسجلين لديها في لبنان بلغ 489 ألفا و292 لاجئا.
إلا أنه وفقا لتقديرات في 2023، يبلغ عددهم حاليا حوالي 250 ألف لاجئ، بالإضافة إلى 31 ألفا و400 أتوا من سوريا عقب الحرب الداخلية التي بدأت في الدولة المجاورة في 2011.
وتشهد الآونة الأخيرة تصعيدا ملحوظا في القصف المتبادل على طرفي الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تزامنا مع تهديدات إسرائيل بشن حرب برية على لبنان رغم التحذيرات الإقليمية والدولية من تفجر المنطقة وخروجها عن السيطرة حال تنفيذ ذلك.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما أسفر عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات