يعد محصول السمسم من المحاصيل الزراعية الصيفية التى انتشرت خلال الآونة الأخيرة فى عدد من محافظات الجمهورية، منها محافظة المنوفية، وتحتوى بذوره على العديد من الفوائد فى الزيت والكالسيوم والفسفور، وأيضاً البروتين من 15 – 25%، ويُستخدم فى المواد الغذائية الأساسية التى يعتمد عليها المواطنون مثل الطحينة والحلويات والحلاوة الطحينية ودخوله إلى المخابز فى العيش الفينو، بالإضافة إلى اعتباره من المحاصيل المربحة للمزارع، وأصبح ينتشر بكثرة خلال السنوات الماضية.
«خضر»: بديل مناسب للذرة الشامية المتطلبة للجهد والمبيدات وزراعته سهلة ومريحة
وقال عبده خضر، أحد المزارعين من مركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، إن «الفلاحين بدأوا فى زراعة محصول السمسم منذ ثلاث سنوات فقط، باعتباره بديلاً مناسباً للذرة الشامية التى تتطلب الكثير من الجهد والمبيدات، ومع مرور الوقت انتشرت زراعته فى عدد من القرى بسبب سهولته وتوفيره للجهد، فضلاً على أنه مربح للغاية، حيث تبدأ زراعته فى شهر أبريل، ويستمر لمدة 4 شهور فى الأرض، ويُسقى من ثلاث إلى خمس مرات فقط، وبعد ذلك يتم تقليعه ووضعه فى الشمس لمدة أسبوع حتى يتجفف، وبعد ذلك يتم حصاده عن طريق العصا والمنفضة أو ماكينة الدراس الحديثة التى ظهرت مؤخراً».
وتابع «خضر» أن الإنتاجية فى السمسم عالية هذا العام بسبب ارتفاع درجة الحرارة التى يحبذها هذا المحصول، والأرض الخصبة التى تتمتع بها محافظة المنوفية، والتى يطلقون عليها «الأرض السمرة»، والكيلو يخرج من الأرض بسعر من 50 إلى 60 جنيهاً لتاجر الجملة، وبعد ذلك يتم تسليمه للمصانع لإنتاج الحلاوة الطحينية والحلويات المختلفة، وكذا يتم تسليمه إلى المخابز لعمل الكايزر والعيش الفينو والقُرص، ويتم عمل الطحينة منه والتى تُستخدم فى العديد من الأكلات الشعبية، وغيرها الكثير من الاستخدامات الأخرى».
«النفيلى»: محصول مربح للمزارع ولا يحتاج للكثير من الصرف
وأضاف على النفيلى، أحد المزارعين من مركز تلا، أن «زراعة محصول السمسم انتشرت خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ داخل محافظة المنوفية، وأن التجربة نجحت، والحصاد هذا العام كان جيداً، ووصل إنتاج الفدان إلى 20 أردباً فى بعض الأراضى، كما أنه محصول مربح للمزارع، ولا يحتاج للكثير من الصرف أو الجهد، وبلغ سعر بيع الفدان الواحد 150 ألف جنيه، وهو الأعلى حتى الآن بسبب زيادة الإنتاجية، كما أن عيدان السمسم يبلغ طولها أكثر من ثلاثة أمتار والعود الواحد به العشرات من الثمرات».
وأشار «النفيلى» إلى أنه «يتوقع استمرار زراعة السمسم داخل الأراضى خلال السنوات القادمة، وأن المزارع المنوفى لديه الخبرة الكافية والتميز فى استغلال أرضه بأفضل الزراعات، والاهتمام بزراعة جميع المحاصيل المنتجة، باعتبار أنها تأتى له بالخير كلما اعتنى بها أكثر، ورغم أن محصول السمسم كان يتركز فى محافظات الوجه القبلى فقط، فإنه بدأ فى الانتشار مؤخراً فى عدد من محافظات الوجه البحرى، خصوصاً الغربية والمنوفية، حيث إنه لا يحتاج إلى الكثير من المبيدات والأسمدة، ويوفر الكثير من الماء أثناء سقى الأرض ويحتاج إلى درجة حرارة مرتفعة».
وقال الدكتور عصام مرسى، مدير الإرشاد الزراعى بالمنوفية، إن «المديرية تحرص على دعم الفلاحين فى زراعة أفضل المحاصيل وتوجه النصائح إلى المزارع بأفضل أنواع السمسم التى تجلب إنتاجية مرتفعة، كما أنه يتم صرف الأسمدة والمبيدات اللازمة خلال موسم زراعة محصول السمسم لكى يحافظ على جودته فى الأرض».
وتابع «مرسى» أنه تم عمل سياسة تسعيرة لمحصول السمسم تسمى «ضمان السعر»، بمعنى أنه إذا ارتفع عن السعر المحدد فيبيع بالسعر المرتفع، بينما إذا انخفض فيكون البيع بسعر الضمان المحدد، ما يساعده فى عدم الخسارة فى بيع المحصول، كما أن المديرية تدعم وتشجع زراعة السمسم باعتباره من المحاصيل التى تدخل فى صناعة الزيوت وله أهمية كبيرة، فضلاً أنه مربح جداً للمزارع، لذا انتشرت زراعته خلال السنوات الماضية.