جنين / قيس أبو سمرة / الأناضول
على دراجته الهوائية، يواصل الفتى الفلسطيني كريم جرار تقديم المساعدة للمرضى ومرافقيهم في مستشفى جنين الحكومي، الذي يعاني حصارا جراء عملية عسكرية إسرائيلية مستمرة لليوم الرابع على التوالي.
ولا يكترث جرار (14 عاما) لوجود الجيش الإسرائيلي، إذ يظهر تفانيا لافتا في مساعدة المرضى، حيث يأتي باحتياجاتهم الضرورية وينقلها من خارج المستشفى المحاصر إلى داخله.
ويعمل جرار بجهد لتقديم المساعدة لكل مريض بما يمكن توفيره من احتياجات، حيث يسجلها ثم يذهب بدراجته لاختراق الحصار وإحضارها من أقرب متجر ما زال مفتوحا.
ويقول للأناضول: “الوضع صعب للغاية، المرضى والمرافقون في المستشفى محاصرون منذ أيام ويحتاجون إلى طعام وحفاضات للأطفال وكثير من الحاجات الأساسية”.
وتابع: “لا أخشى الجيش، أمر من جوارهم، وقد يقومون بتفتيش وفحص ما أحمله، ولكن في مرات أخرى أمرّ دون أي إعاقات”.
ولفت إلى أن “هذا عمل تطوعي، حيث المرضى بحاجة ماسة إلى المساعدة وجلب احتياجاتهم، ودراجتي أصبحت طوق نجاة لهم”.
وتحاصر إسرائيل مستشفى جنين الحكومي وتمنع الدخول أو الخروج منه، وتقوم بفحص مركبات الإسعاف قبل دخولها، ومع ذلك يخترق الطفل جرار هذا الحصار العسكري لتلبية احتياجات المرضى والمرافقين.
كما تواصل طائرات مسيرة وأخرى مروحية التحليق في سماء جنين، وسماع تبادل لإطلاق النار.
ومنتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء، أعلنت هيئة البث العبرية (رسمية) إطلاق الجيش الإسرائيلي “عملية واسعة النطاق” شمالي الضفة، حيث “تعمل قوات الأمن في جنين وطولكرم في وقت واحد”.
وتحت غطاء من سلاح الجو، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة، قرب طوباس، وفق رصد مراسل الأناضول، قبل أن ينسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة ومساء اليوم نفسه من طولكرم، بينما عملياته لا تزال مستمرة بمخيم جنين.
ومساء الجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “ارتفاع عدد الشهداء في شمالي الضفة منذ فجر الأربعاء إلى 20 بعد مقتل مسن فلسطيني في الحي الشرقي من جنين”.
وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة فيما صعد المستوطنون اعتداءاتهم ما تسبب في مقتل 674 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف و400، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و200.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات