تألقت فاطمة الحنطوبي كرمز بارز في مجال الالتزام البيئي، حيث جسّدت التفاني والإخلاص في خدمة البيئة، من خلال صناعتها لمحتوى يختص برفع الوعي البيئي، وأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي في الدولة.
تسهم الحنطوبي في تعزيز مفهوم الاستدامة في المجتمع الإماراتي، حيث كانت من الرواد الذين تبنوا فكرة «العيش المستدام» في الحياة اليومية، وركزت على تشجيع الآخرين على تقليل استهلاكهم للموارد الطبيعية، والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، مؤكدة أن الاستدامة ليست مجرد كلمة، بل هي أسلوب حياة يجب أن نعيشه جميعاً إذا أردنا أن نحافظ على كوكبنا للأجيال المقبلة.
وذكرت الحنطوبي أنها نشأت في بيئة ربتها على حب الطبيعة والحرص على حمايتها، ما أشعل في داخلها شغفاً مبكراً تجاه القضايا البيئية، من خلال مشاركتها في مشروعات ومبادرات بيئية عديدة، وقد نجحت في أن تصبح نموذجاً يُحتذى بين النساء على مستوى الدولة وخارجها، مؤكدة أن الاستدامة والبيئة مسؤولية جماعية، تتطلب التزاماً وتفانياً مستمرين.
وقالت الحنطوبي إنها بدأت رحلتها في مجال البيئة عندما كانت طفلة، حيث كانت تتجول في مناطق الطبيعة المحيطة بمنزلها، وتلاحظ التغيرات التي تحدث في البيئة نتيجة للنشاط البشري، حيث شكلت هذه التجارب المبكرة أساساً لاهتمامها بالبيئة، فقررت أن تجعل من حماية الطبيعة مهمة حياتها.
وتابعت، أنه مع تقدمها في السن «شاركت في العديد من المبادرات البيئية، مثل حملات تنظيف الشواطئ، وتوعية المجتمع بأهمية إعادة التدوير وتقليل النفايات»، ولم تكتفِ بالمشاركة فقط، بل كانت دائمة الابتكار في أساليب التوعية البيئية، حيث نظمت ورش عمل ومحاضرات في المدارس والجامعات، لتعزيز وعي الجيل الصاعد بأهمية البيئة.
وواحد من أبرز إنجازات الحنطوبي كان إسهامها في تأسيس مبادرة مجتمعية، تهدف إلى تشجيع الأفراد على زراعة الأشجار في مناطقهم، حيث تحولت هذه المبادرة، التي بدأت كفكرة بسيطة، إلى مشروع ناجح، يشارك فيه مئات المتطوعين من جميع أنحاء الدولة، إيماناً منهم بأن زراعة الأشجار ليست فقط وسيلة لتحسين البيئة، بل هي أيضاً فعل رمزي يعكس التزام المجتمع بمستقبل أخضر.
وإلى جانب عملها البيئي، تولي الحنطوبي اهتماماً خاصاً بتعزيز مشاركة المرأة في مجال الاستدامة، إذ إنها ترى أن النساء يلعبن دوراً حاسماً في حماية البيئة، سواء في منازلهن أو في المجتمع بشكل عام، وتسعى دائماً لتشجيعهن على المشاركة في المبادرات البيئية، وتقديم حلول مبتكرة للمشكلات البيئية التي تواجه مجتمعهن.
وفاطمة الحنطوبي ليست فقط صديقة للبيئة، بل هي أيضاً قدوة للمرأة الإماراتية في العمل الاجتماعي والبيئي من خلال جهودها المستمرة وتفانيها في خدمة المجتمع، وأثبتت أن المرأة قادرة على إحداث تغيير حقيقي وملموس في المجتمع من خلال رسالتها التي ترددها بشكل دائم «كل شخص يمكنه أن يحدث فرقاً إذا كان لديه الشغف والرغبة في التغيير».
وفي مسيرة تمتد لأكثر من 22 عاماً، أثبتت فاطمة الحنطوبي نفسها كإحدى الشخصيات البارزة في مجال حماية البيئة في الإمارات، فقد بدأت مسيرتها كمحلل كيميائي، وتدرجت حتى أصبحت رئيسة قسم حماية البيئة والمحميات الطبيعية، ثم مدرس علوم بيئية جامعياً، وطوال هذه الفترة عملت على حماية البيئات المحلية من التعديات الجائرة، وسعت جاهدة لمنع أي فعل جائر على الكائنات الحية والطيور النادرة أو البيئة من خلال التوعية.
وإضافة إلى خبرتها الميدانية، عكفت الحنطوبي على تقديم النصائح حول الزراعة والتسميد وملوحة المياه، ما قادها إلى التعمق في دراسة هندسة المياه، وركزت على إيجاد حلول لمشكلة ندرة المياه، التي تعد من أبرز التحديات البيئية.
كما أصدرت فاطمة الحنطوبي كتابين تناولا قضايا بيئية مُلحة. الأول بعنوان «أهداف التنمية المستدامة والعلاقات الترابطية»، الذي يعرض دور الإمارات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع تسليط الضوء على المشروعات التي تهدف لضمان توافر المياه الصحية، والثاني «المورد المائي والتحديات»، الذي تناول إدارة المياه، مُركّزاً على حالة إمارة الفجيرة، وكيف أثرت التنمية على توفر المياه الطبيعية فيها.
• فاطمة الحنطوبي: أسهمت في تأسيس مبادرة مجتمعية تهدف إلى تشجيع الأفراد على زراعة الأشجار في مناطقهم تعزيزاً لمفهوم الاستدامة.