لا يبدو أن المشاكل الجمة التي يواجهها سكان مدينة تطوان والمدن المجاورة لها مع النقل الحضري ستجد طريقها إلى الحل في القريب العاجل، إذ إن أسطول الحافلات بات يهدد سلامة الركاب ويزيد من مخاوفهم بعد واقعة احتراق إحدى الحافلات التي سجلتها المدينة مطلع الأسبوع الجاري.
وتوصلت جريدة هسبريس الإلكترونية برسائل غاضبة من المواطنين، عبروا فيها عن تذمرهم من المشاكل المستمرة التي يتخبط فيها نظام النقل الحضري في مدينة تطوان.
ويرى سكان الحمامة البيضاء أنه على الرغم من الدعم المالي المقدم لشركة النقل المكلفة، فإن الوضع “لم يتحسن بشكل ملحوظ والمشاكل ما زالت قائمة؛ من قبيل النقص في عدد الحافلات الذي يؤدي إلى ازدحام شديد وعدم انتظام المواعيد الذي يربك حياة المواطنين”.
كما انتقدت الرسائل التي توصلت بها الجريدة الحالة الميكانيكية للحافلات، والتي تبقى العديد منها في حالة سيئة يمكن أن تشكل خطرا على أرواح المواطنين، خاصة بعد احتراق إحداها في الأيام القليلة الماضية.
يوسف بلحسن، الفاعل الجمعوي بإقليم تطوان، اعتبر أن الحديث عن معضلة النقل العمومي بمنطقة تطوان والنواحي “ذو شجون”، متسائلا “كيف يعقل أن تعرف المنطقة تنمية سياحية نموذجية في المغرب وما زلنا نتنقل في حافلات مهترئة عبارة عن قصدير، لا تتوفر فيه أية شروط للسلامة ولا تحترم كرامة الإنسان المعرض للخطر في كل لحظة يركبها؟”.
وسجل بلحسن، في تصريح لهسبريس، أن هذا الوضع تؤكده عدد “الاحتراقات والأعطاب والتوقفات التي تعرفها الحافلات”، مؤكدا أن “عدم احترام الشركة لبنود الاتفاق مصيبة؛ لأن الشركة مطالبة بفتح خطوط لمناطق أخرى في الإقليم، وهو الأمر الذي لم يتم”.
وخلال فصل الصيف، حيث تمتلئ شواطئ المنطقة بـ”ملايين السياح المغاربة نجد أنفسنا أمام معضلة أكبر، تهان فيها كرامة الناس الذين يحشرون في تلك الآلات القصديرية بالمئات وبلا أدنى احترام أو أمان”، أورد الفاعل الجمعوي عينه، الذي يرى أن عدد الحافلات يظل “قليلا جدا، ويجد الناس صعوبة في التنقل بين مختلف المناطق الشاطئية”.
وشدد المتحدث ذاته على أن النقل الحضري بمنطقة تطوان ونواحيها يشكل “علامة كبرى على فشل تدبير قطاع عمومي حيوي”، كما استغرب من صمت “المسؤولين عن هذه الفضائح والعجز عن إيجاد حل للمعضلة التي تدر ربحا كبيرا للشركات”.
وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية، طيلة اليومين الأخيرين، التواصل مع مصطفى البكوري، رئيس المجلس الجماعي لمدينة تطوان، من أجل نقل وجهة نظر المجلس حول الموضوع والرد على الانتقادات التي يتعرض لها؛ إلا أن هاتفه ظل يرن دون إجابة، كما أرسلت إليه رسالة قصيرة لم يتفاعل معها هي الأخرى.
المصدر: وكالات
