مشهدان فى مكان واحد يفصل بينهما أكثر من ثمانية عقود، يتحدثان بلغة الأرض والتاريخ.
فى الأول، تمتد الصحراء كبحر من الرمال يلفها صمت مطبق، لا ظل فيها لبشر أو شجر، لا يقطع سكون الليل والنهار سوى هدير الأمواج المتلاطمة على شاطئ البحر المتوسط.
وفى المشهد الثانى، أبراج شاهقة تناطح السماء، تقف بفخر وجلال أمام البحر، تحيط بها أشجار تتمايل بين الرمال والبحر.
وفى كل زاوية هناك حياة تتلألأ بالأضواء وترتفع فيها أصوات الأغانى والألحان، ليكتب المصريون شهادة ميلاد لمدينة العلمين الجديدة، فإذا كان التاريخ يذكرها بمعركة حاسمة دارت على أرضها فى الحرب العالمية الثانية، فالحاضر يضعها فى مصاف المدن العالمية الساحرة.
هنا فى «العلمين الجديدة»، فى قلب الصحراء الغربية، وعلى ضفاف البحر المتوسط، تشدو الأرض بحكايات المصريين عن تلك المدينة التى كانت مزروعة بالألغام، ثم أصبحت تعُجُّ بالحياة والجمال، ففى قلب المدينة وعلى مساحة واسعة تمتد إلى 260 فداناً، تقف المدينة التراثية مفعمة بالحياة والثقافة، إذ يرتفع مبنى الأوبرا كمعبد للفنون، فيما تفتح المكتبة أبوابها لتُبحر بزوارها فى عوالم المعرفة والثقافة.
وعلى بُعد خطوات قليلة، يقف المسجد بجلاله والكنيسة برونقها، كرمزين للوحدة والتسامح بين الأديان، يبعثان رسالة سلام لكل من يمر بهما.
ومن المعالم أيضاً، البحيرة الرئيسية والحديقة المركزية ومجمع السينما والمبانى التجارية والفندقية فى الحى القديم. ولا تغيب عن المدينة المناطق الترفيهية التى تُضفى حياة وحيوية.
ومن معالم المدينة أيضاً، المتحف العسكرى الجديد الذى يقف شاهداً على المعارك التى دارت خلال الحرب العالمية الثانية فى منطقة العلمين، وفى جوفه خرائط ومخطوطات وأسلحة ومدرعات ومجسمات خاصة بهذه المعارك.
وجاء مهرجان العلمين ليزيد المدينة رونقاً وجمالاً، حيث يجمع بين الفن والثقافة والرياضة، وجعلها قبلة الزوار الوافدين من كل حدب وصوب، فخورين بهمة ونشاط المصريين الذين بنوها بسواعدهم وعادوا ليكونوا جزءاً من الحدث الذى يتابعه العالم بانبهار.