إبراهيم الخازن/ الأناضول
وسط ترقب جولة محادثات وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى المزمع عقدها في القاهرة قبل نهاية الأسبوع، عاد إلى الواجهة الحديث عن تفاصيل محطات التفاوض غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “حماس” بوساطة “مصر وقطر والولايات المتحدة”.
جاء ذلك في أعقاب انتهاء جولة مفاوضات الدوحة التي بدأت الخميس واستمرت ليومين، بمشاركة إسرائيل ومسؤولين من “مصر وقطر الولايات المتحدة”، ورفض مشاركة “حماس”.
“حماس” في بيانات قبل محادثات الدوحة وبعدها، طالبت بإلزام إسرائيل بتطبيق إطار اتفاق 2 يوليو/ تموز الماضي والمستند لمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي عرضه في مايو/ أيار الماضي، بينما أعلنت إسرائيل تمسكها بما أسمته “مبادئ” 27 مايو الماضي.
ويقصد بـ”مبادئ” 27 مايو/أيار التي تتمسك بها إسرائيل، وفق ما رصدته الأناضول، ومحادثات مع مصدرين أحدهما فلسطيني ومصري، مطلعين على ملف المفاوضات تحفظا على ذكر اسمهما، مسودة المقترح الإسرائيلي الذي قدمته تل أبيب بهذا اليوم للوسطاء، بينما يشير إطار 2 يوليو/ تموز الذي تتمسك به حماس إلى مسودة أو إطار اتفاق يستند لمقترح بايدن وقدمت الحركة ردا للوسطاء يتضمن قبوله.
وبحسب المصدر المصري، فإن “مبادئ” 27 مايو الإسرائيلية، هي مسودة اتفاق تحمل أبرز بنودها المسربة تشددا في عدم الانسحاب من مناطق بغزة، والتمسك بخيار استمرار الحرب دون وضع سقف زمني، وبايدن قام بتقديم خطوط عريضة منها في مقترح 31 مايو بعد تنقحيها”.
ويوضح المصدر ذاته أن إطار 2 يوليو أيضا كان مجرد مسودة أو إطار مستندا لمقترح بايدن أيضا وتلاه شروط إسرائيلية غيرت وعدلت لم تؤد إلى تفاق نهائي بخطوط تنفيذية، مؤكدا أنه بالتالي لا مبادرة 27 مايو يستند إليها ولا إطار 2 يوليو كأساس بالمفاوضات، في ظل اتفاق الوسطاء على أن مقترح بايدن هو أساس المحادثات.
وينوه إلى أنه عادة ما تذهب المفاوضات لإطار اتفاق أو مبادئ عامة، وتخضع لمشاورات وحال نجحت بقبول الطرفين تقود لوضع خطة تنفيذية تعرف باتفاق نهائي أو صفقة.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شهد قطاع غزة هدنة واحدة فقط بوساطة مصرية قطرية أمريكية، لمدة 4 أيام، بدءا من 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، تم تمديدها في اليوم الأخير لمدة يومين، ومرة ثانية لمدة يوم، لتنتهي في 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وخلال الأشهر الـ10 الماضية، مرت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بجولات ومحادثات عديدة عبر 4 محطات رئيسية في العواصم باريس والقاهرة والدوحة وروما، وعرض خلالها 4 مقترحات رئيسية للتوصل لاتفاق، وفق رصد وإحصاء مراسل الأناضول.
وبحسب تسلسل زمني، ترصد الأناضول تفاصيل أبرز محطات التفاوض الرئيسية غير المباشرة التي قادها الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة بدءا من محادثات أول هدنة وصولا لجولة القاهرة المرتقبة كالتالي:
نوفمبر 2023: الهدنة الأولى
إعلان الوسطاء إبرام هدنة إنسانية لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، وسط موافقة من حماس وإسرائيل، وبعد يومين تم تنفيذها وتمديدها ليومين مماثلين، وأسفرت عن الإفراج عن 109 من الرهائن الإسرائيليين، و240 سجينا فلسطينيا، والسماح بدخول المزيد من المساعدات لغزة، قبل أن تنتهي وتستأنف تل أبيب الحرب في الأول من ديسمبر/ كانون الأول.
28 يناير/ كانون الثاني 2024: محادثات باريس1 والمقترح الأول
أسفرت عن مقترح لإبرام صفقة هدنة على 3 مراحل وفق تسريبات نشرتها مواقع عربية وإسرائيلية، وبعد يومين من انعقادها قالت حماس في بيان إنها تدرسه، قبل أن يعرقله نتنياهو بالحديث عن “وجود فجوات كبيرة”.
13 فبراير/ شباط 2024: محادثات القاهرة1
ناقشت محادثات القاهرة مسودة اتفاق لوقف إطلاق نار لمدة 6 أسابيع، واعتبر نتنياهو مطالب حماس بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين بأنها “خيالية”، قبل أن تسفر عن عدم انفراجة بعد حديث عن “تقدم”.
23 فبراير 2024: محادثات باريس 2
انتهت دون انفراجة، مع حديث إذاعة الجيش الإسرائيلي في اليوم التالي أن “حماس بعيدة عما ترغب إسرائيل بقبوله”.
18 مارس/آذار : محادثات الدوحة
انطلقت مفاوضات بالدوحة، بعد 4 أيام من تقديم حماس مقترحا بشأن وقف إطلاق نار، وردت إسرائيل عليه غداة الانطلاق، “سلبيا”، وفق تصريحات القيادي بالحركة أسامة حمدان، قبل أن يعرقل نتنياهو جهود الوسطاء لتقريب وجهات النظر ويؤكد أن مطالب حماس “وهمية”.
7 أبريل/ نيسان: محادثات القاهرة 2
انتهت تلك المحادثات بحديث عن “تقدم” واستكمال للمشاورات بعد يومين، لكن لم تصل لانفراجة، مع تمسك حماس بوقف إطلاق دائم ومماطلة من نتنياهو.
مايو/أيار: مقترحان
مع بداية هذا الشهر بدأ الحديث إعلاميا عن “مقترح مصري” مدعوم من قطر والولايات المتحدة يقوم على 3 مراحل كل واحدة منها بين 40 و42 يوما، ويقود في نهاية المطاف إلى وقف إطلاق نار نهائي وعودة النازحين الفلسطينيين إلى بيوتهم.
وقوبل ذلك المقترح بتصريحات من نتنياهو في 2 و4 مايو، بشأن اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، قبل أن تقبل حماس في 6 من الشهر ذاته بالمقترح.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب موافقة حماس: “أتابع عن كثب التطورات الإيجابية التي تمر بها المفاوضات، وأدعو كل الأطراف لبذل المزيد من الجهد للوصول إلى اتفاق”.
وفي 8 مايو، أعلنت القاهرة استئناف المفاوضات، قبل أن تعلن حكومة نتنياهو في اليوم التالي رفض المقترح؛ بزعم أنه “لا يلبي شروطها”، وصعدت في هجومها البري على “رفح”، وهو ما اعتبرته الدوحة في 14 من الشهر ذاته “أدخل المفاوضات في طريق مسدود”.
وفي 27 مايو، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن فريق التفاوض سيسلم الوسطاء في اليوم التالي مقترحا بشأن صفقة تبادل الأسرى، دون أن تكشف تفاصيل.
وفي 31 مايو، أعلن بايدن، خارطة طريق لوقف كامل وتام لإطلاق النار، قال إنها تستند إلى مقترح إسرائيلي، وتتضمن 3 مراحل، الأولى وقف إطلاق نار لمدة 6 أسابيع وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وتبادل الرهائن والسجناء بين الجانبين.
بينما تتضمن المرحلة الثانية انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وإطلاق حماس سراح جميع الرهائن الأحياء الباقين لديها، والانتقال لوقف دائم للأعمال العدائية، أما المرحلة الثالثة تشمل خطة إعادة إعمار للقطاع.
ورحبت حماس بمقترح بايدن من حيث المبدأ، بينما تحدث نتنياهو عن تمسكه باستمرار الحرب.
10 يونيو/ حزيران 2024: قرار 2735
اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا يحمل رقم 2735 رحب فيه بمقترح بايدن، ودعا لتنفيذه، ورحبت حماس به.
إطار اتفاق 2 يوليو ومحادثات روما
وافقت حماس على (إطار) اتفاق 2 يوليو (مقدم من الوسطاء) ويستند لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن “وواجهه العدو (إسرائيل) بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض”، وفق بيان لحماس في 12 أغسطس/آب الجاري.
7 يوليو/ تموز، قال نتنياهو في بيان، إن أي “اتفاق يجب أن يتيح لإسرائيل مواصلة القتال، ويمنع تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر، ويمنع آلاف المسلحين من العودة إلى شمال غزة”.
10 و11 يوليو: محادثات بالدوحة والقاهرة، سبقها تسريبات إعلامية لم تنفها الحركة كشفت موافقتها على بدء المفاوضات بشأن مقترح بايدن دون التمسك بوقف إطلاق نار دائم في المرحلة الأولى من التنفيذ.
27 يوليو: محادثات في روما، حيث أعلن مكتب نتنياهو في بيان عن تسليم رئيس “الموساد” دافيد برنياع، الورقة الإسرائيلية إلى الوسطاء، مشيرا إلى إنه “في الأيام المقبلة، ستستمر المفاوضات حول القضايا الرئيسية”.
ولم يكشف البيان الشروط الجديدة التي تضمنها الرد الإسرائيلي، لكن القناة 12 العبرية قالت: الوثيقة الإسرائيلية توضح المبادئ الثلاثة التي أضافها نتنياهو مؤخرا”.
وأضافت القناة: “تتشمل المبادئ: آلية لفحص المقاتلين الذين ينتقلون من جنوب قطاع غزة إلى شماله، ومسألة بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على طول طريق فيلادلفيا (حدود غزة ومصر)، وتلقي قائمة المختطفين الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم مسبقا”.
أغسطس: محادثات جديدة وتباينات 2 يوليو و27 مايو
في 12 أغسطس/آب، قالت حماس قبيل بدء جولة مفاوضات بالدوحة، إنها “تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2 يوليو، استنادا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلا من الذهاب لجولات أو مقترحات جديدة”.
وفي 13 أغسطس، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أنها اطلعت على وثائق غير منشورة تظهر أن نتنياهو، هو الذي “يعرقل عمليا إبرام صفقة وقف إطلاق النار”، مؤكدة وضعه شروطا جديدة قبل انعقاد محادثات روما منها السيطرة على محور فلادليفيا.
قبل أن يصدر مكتب نتنياهو بياناً ينفي فيه وضع شروط جديدة في المفاوضات، قائلا إن “مسودة 2 يوليو لم تتضمن شروطاً جديدة ولا تتناقض مع مقترح 27 مايو”، في أول ظهور إسرائيلي لمصطلح “مقترح 27 مايو”، بعد حديث حماس المتكرر عن “إطار 2 يوليو”.
16 أغسطس: الوسطاء عقب محادثات في الدوحة يعلنون تقديم واشنطن مقترحا جديدا مدعوما من مصر وقطر بهدف سد الفجوات المتبقية، مع جولة مرتقبة بالقاهرة قبل نهاية الأسبوع.
وباليوم ذاته، رد مكتب نتنياهو متمسكا بما أسماه مبادئ 27 مايو، قائلا: “تأمل إسرائيل أن تؤدي ضغوط الوسطاء إلى دفع حماس إلى قبول مبادئ 27 مايو، حتى يمكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق”.
بينما اتهم العضو في المكتب السياسي لحماس حسام بدران، نتنياهو بعرقلة الاتفاق، مؤكدا أن الفلسطينيين ما زالوا ملتزمين بالاتفاق “الموضح في وثيقة 2 يوليو، والتي تستند في المقام الأول إلى خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات