ابتكرت المواطنة عائشة محمد الطاير، شخصية كرتونية للتعامل مع الأطفال المصابين بطيف التوحّد، تسهل تفاعلهم مع من حولهم بطريقة مسلية، وتعمل على دمجهم في المجتمع.
وشرحت الطاير لـ«الإمارات اليوم»، فكرة الشخصية الكرتونية التي أطلقت عليها اسم «القط إلهام»، والتي كانت مشروع تخرجها بكليات التقنية العليا – بنات فرع دبي، قبل أشهر، حيث تركّز الفكرة على إيجاد لغة تواصل مع الطفل المصاب بالتوحّد، الذي يجد ذووه صعوبة في التعامل معه.
وذكرت أنها توصلت لشخصية «القط إلهام»، وهي رسومات كرتونية في كتيب بسيط، عن طريق البحث عن أفضل وسيلة للتواصل مع أطفال هذه الفئة، فوجدت عدداً من الدراسات تبين أنهم يميلون للتعامل مع الحيوانات الأليفة أكثر من البشر، ومن ثم اختارت القطة لتكون الشخصية الكرتونية.
وتابعت أنها اختارت اسم «إلهام» للدلالة على ما يستلهمه الطفل من هذه الرسوم من لغة تواصل مع من حوله.
وأفادت الطاير التي تخصصت في «التصميم الغرافيكي» بالإعلام التطبيقي في الكليات، بأن الشخصية الكرتونية معدة لتسلية الأطفال، ووسيلة للوالدين حتى يتعاملا مع طفلهما المصاب بطيف التوحّد.
ولفتت إلى أن الفكرة تبلورت نتيجة رغبتها في إيجاد طرق ووسائل تسهم في شفاء أطفال التوحد، ولو بنسب بسيطة، وتساعد على التعبير عما يجول بخواطرهم وتنمية مهاراتهم في التواصل مع أسرهم.
وأضافت أن المشروع يقوم على فكرة ربط الفن بعلاج المرض، حيث تأخذ الشخصية الكرتونية أشكالاً متعددة من التفاعل مع الأشياء المحيطة بالطفل في البيت والشارع، من سيارة وتلفاز وغيرهما، حتى يستطيع توصيل ما يريد أن يقوله لوالديه والمحيطين به بسهولة، عن طريق تزويدهم ببطاقة مرسوم عليها الشيء الذي يريده.
وأشارت الطاير إلى أن الشخصيات الكرتونية الخيالية تثير الفضول والرغبة لدى الطفل، فيلجأ للتحدث معها، وهو الأمر الذي تستهدفه شخصية «القط إلهام»، حيث تسهم في تطوير مهارات الطفل في التحدث والتواصل مع الآخرين.
وذكرت أنها دونت ثلاثة كتيبات لتمكين الأطفال المصابين بطيف التوحد وأسرهم من التفاعل مع بعضهم بعضاً، يستهدف الأول، الذي يحمل اسم «دفتر الرسم والتلوين» تنمية مهارات الطفل من خلال استخدامه الورقة والقلم للتلوين والتفاعل مع الرسوم التي يتضمنها الكتيب، أما الكتيب الثاني الذي يحمل اسم «تعرف على طفلك المميز من خلال الفن»، فيسلط الضوء على طريقة الوالدين لتتبع طفلهما المصاب بالتوحد، وملاحظة تفاعلاته مع الرسوم والأشياء المحيطة به، والكتيب الثالث «مذكرات المحب طفلي» يطرح بعض الأفكار لأساليب التعامل مع الطفل المصاب التوحد.
وأكدت الطاير سعادتها بما حققه مشروعها «القط إلهام» من نتائج فاقت التوقعات مع عدد من الأطفال المصابين بطيف التوحد، خلال أربعة أشهر من إطلاقه، داعية الشباب إلى التخلي بالعزيمة والإصرار والتحدي لتحويل أفكارهم إلى مشاريع تفيد مستقبلهم ومجتمعهم في الوقت ذاته.