هناك جوانب مضيئة لمَا نشهد من نقلات سريعة وتوظيف للتقنية في حياتنا اليومية تجعل الإنسان يعيش بشكل أكثر راحة ويصل للمعلومة بشكل أسرع في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، أما في الجانب الطبي فأصبحنا نتابع ما يجري في هذه المجالات بشكل مذهل، فالطبيب والتشخيص الآن كله افتراضي من خلال التطبيقات؟ والأدوية كلها تصلك من خلال تطبيقات على جوالك، وتتبع الشحنات من أدوية وغيرها تتم بكل سهولة ويسر، لست متشائماً من سطوة التقنية الحديثة علينا فالإنسان مخلوق متكيف واجتماعي بطبعه وقد نشاهد فجوات وأجيالاً رقمية تختلف عن الأجيال القديمة ولكن في النهاية تظل العلاقات الإنسانية مهمة للمضي في الحياة، وتثبت الدراسات أن عوامل الصحة والبقاء على الحياة لها علاقة مباشرة بحضور العلاقات الاجتماعية بكل أشكالها بين البشر.
رغم التهويل من خطر الأجهزة علينا إلا أنني ممن يعتقدون أنها تعمل وتعزز خيارات الإنسان الخاصة بالحياة بشكل لم يحدث من قبل فقد ألغت أو قللت من الأبويّة بمعناها الواسع والتي كانت تهيمن على فكر الإنسان وتلغي فرديته، فرجال الدين والذين كانوا على مر العصور يعتبرون طبقة مسيطرة على عقول وحياة البشر أصبح تأثيرهم أقل الآن ويتلاشى كل يوم، فإن أردت معلومة دينية في أي دين فمحركات البحث تغنيك عن سؤالهم مثلاً، والمعلومات الدينية أصبحت مشاعة للجميع ولا تمتلكها طبقة تدعي القداسة، والتطور التقني بالفعل عزز أن علاقة الإنسان مع ربه هي علاقة مباشرة لا تحتاج إلى وسيط أو شيخ أو كاهن.