أثارت “حادثة اعتداء” طالت طبيبتيْن داخليتيْن بالمستشفى الإقليمي ابن باجة بمدينة تازة، خلال أشغال الحراسة ثاني أيام عيد الأضحى المبارك (الثلاثاء الماضي)، سُخط وغضب “الأطباء المكلفين بمهام الداخليين بالمستشفيات الجهوية والإقليمية بجهة الشرق”؛ ما دفعهم إلى إعلان “تنظيم جموع عامة استعجالية”، مع تفعيل “مقاطعة التداريب الاستشفائية بالمستشفى الإقليمي ابن باجة إلى حين رد الاعتبار للطبيبتيْن وتوفير شروط العمل والأمن داخل المستشفى”.
في سياق متصل، علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر مطلع على تفاصيل الواقعة، “دخول القضية في مسار قضائي سالكة مساطر يكفلها القانون”، بعد رفع الطبيبتين المعنيتيْن لـ”شكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لتازة، وتوكيلهما لمحامٍ لأجل متابعة القضية التي ستشهد تقديم المعتدين في حالة سراح يوم 24 يونيو الجاري”.
وأكدت إحدى المشتكتيْن، في إفادة لجريدة هسبريس، “تقديم طلب مؤازرة إلى إدارة المستشفى الإقليمي من أجل توكيل محامٍ إضافي في القضية التي تكتسي بُعد الاعتداء الجسدي مع السب والضرب”، كاشفة معطى “دخول الإدارة والمندوبية الإقليمية لتازة على خط هذا الاعتداء الذي كان مِن قبل أفراد مُرافِقين لإحدى المريضات التي تلقت علاجاتها بقسم المستعجلات والإنعاش، قبل أن تلفظ أنفاسها”.
ودعت المصرحة إلى “ضرورة تفعيل المراقبة بالكاميرات في مصالح الإنعاش بقسم المستعجلات كإحدى الضمانات من أجل تفادي تكرار مثل هذه الحوادث”، مبرزة أن “دخولهم في مقاطعة لتداريبهم كأطباء داخليين يبقى ساري المفعول إلى حين توفير أجواء عمل آمنة”.
الأطباء الداخليون بجهة الشرق ضمَّنوا في “بيان استنكاري”، توصلت بنسخة منه جريدة هسبريس الإلكترونية، “تضامُنهم اللامشروط مع الطبيبتين الداخليتين”، مبرزين “احتفاظهم بكامل الحق في التصعيد”، قائلين: “تفاجَأنا بتعرض الطبيبتين لاعتداء جبان وعنيف أثناء تأديتهِما لواجبهما الإنساني والمهني في غياب تام لشروط السلامة والأمن داخل المستشفى، في واقعة لا يمكن أن يتصورها عقل”، حسب تعبيرهم.
ونقل البيان أن “هذه الفاجعة تُمثل تعدّيا صارخا ليس فقط على الطبيبتيْن، بل على كافة أفراد الطاقم الطبي الذين يضحُّون يوميا براحتهم وأمنهم من أجل خدمة المجتمع وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لكل مريض”.
وأدانت فئة الأطباء الداخليين بجهة الشرق “بشدة هذا العمل الشنيع الذي يتكرر كل سنة”، مطالبين “الجهات المعنية، وعلى رأسها إدارة المستشفى ومندوبية الصحة والحماية الاجتماعية، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية الصارمة في حق المعتدين لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة التي تهدد أمن وسلامة العاملين في المجال الطبي، خصوصا أن هذه الحادثة ليست الأولى فقط بالمستشفى المذكور”.
وحسب تأكيدهم، فإن “هذه الأفعال الغاشمة لن تُثنينا عن مواصلة عملنا النبيل وخدمة الإنسانية مع التعبير عن كامل تعاطفنا ودعمنا للطبيبتين اللتين تعرضتا للاعتداء، متعهدين بالوقوف صفا واحدا في وجه كل من يحاول المساس بكرامة وأمن كوادرنا الطبية”، حسب وصفهم.
المصدر: وكالات