12:03 ص
الجمعة 21 يونيو 2024
كتب- محمد قادوس:
أكدت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن من شروط وجوب الحج الاستطاعة، فلا يجب الحج على غير المستطيع، لقوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، وقوله جل شأنه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، والاستطاعة تتحقق بأربعة أمور:
وأوضحت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، فى تصريحات خاصة لمصراوي: أن الشرط الأول: توفر الصحة الكافية، بحيث يقدر على الذهاب والإياب بلا مشقة بالغة، أي أن يتيقن أن هذه المشقة تؤدي إلى ضرر كبير له، وذهاب مرضى الشيخوخة من كبار السن للحج حال تمكنهم من الوصول إلى مكة وأداء المناسك لا مانع منه شرعًا إذا وجدوا مَنْ يساعدهم، ويكون حجهم صحيحًا مُجزءًا، وتسقط به الفريضة، ولنعلم أن المُساعدة وخاصة مُساعدة كبار السن في أداء مناسك الحج والعمرة واجب أخلاقي وديني، وفيه من الأجر والثواب ما لا يخطر ببال، ويجوز للمريض وكبير السن أن يُنيب عنه أحدًا للحاج إن لم يستطع، إن أراد ذلك، ومن العلماء مَنْ أسقط عنه فريضة الحج لمرضه وعدم استطاعته، ولكن إن قام بها بمُساعدة غيره أو وكل عنه أحدًا، بشرط أن يكون هذا الذي وكله بالحج عنه، سبق له أداء فريضة الحج، فحجه صحيح. إذًا يجوز للمريض وكبير السن أن يحج بنفسه أو بمساعدة غيره، ومما يدل على جواز حج المريض أن هناك بعض واجبات الحج التي تسقط عن المريض بغير وجوب الدم عليه، ومنها المبيت في منى، وهذا يدل على جواز الحج للمريض.
ولفتت إن الشرط الثاني يتحقق بوجود المال الكافي لذهابه ورجوعه، فضلاً عن قوته وقوت عياله، من وقت سفره إلى وقت عودته، لافتة إلى أن الشرط الثالث يتطلب وجود ما يحمله برًا أو بحرًا أو جوًا، وهو ما يُسميه الفقهاء بالراحلة.
وشددت على ان الشرط الرابع يكون في أمن الطريق، فإذا لم يكن الطريق آمنًا، سقط عنه الحج حتى يتوفر الأمن، فقد أمرنا الله باتقاء الأخطار ودفع الأضرار عن أنفسنا، قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.