تحوّل فريق الوداد الرياضي من فريق يصول ويجول في البطولات الإفريقية، وخصم يضرب له ألف حساب في القارة السمراء إلى فريق يخسر النقاط بشكل عبثي في الدوري المغربي في ظرف قياسي وبشكل غير مفهوم.
مسار الوداد تحول رأسا على عقب منذ تاريخ 15 نونبر 2023، أي بعد مباراته المتميزة أمام ماميلودي صان داونز الجنوب إفريقي في ذهاب الدوري الإفريقي لكرة القدم، التي فاز فيها، نتيجة وأداء، بهدفين لهدف واحد تحت قيادة الإطار الوطني عادل رمزي، الذي قدم مستويات جيدة في الفترة التي قاد فيها الفريق في هذه المسابقة، وأيضا في الشطر الأول من الدوري الاحترافي.
اعتقال الناصيري
العديد من المشاكل أثرت على مستوى الفريق، منها متابعة الرئيس السابق سعيد الناصيري في قضية “إسكوبار الصحراء” في حالة اعتقال، مما أسهم بشكل كبير في غياب التركيز لدى اللاعبين، وتدهور أدائهم بشكل مفاجئ وبطريقة غير مفهومة، وكان من نتائج ذلك الإقصاء المبكر من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، وهي سابقة في السنوات الثماني الأخيرة.
بعد أزمة الرئيس السابق دخل لاعبو “الأحمر” في فترة فراغ توقع أكبر المتشائمين أن تنتهي بعد مباريات قليلة، إلا أن نحس النتائج السلبية رافق الفريق فترة أطول من المتوقع، انتهت باحتلاله المركز الخامس في البطولة الوطنية.
إبان هذه الفترة ظهر جليا أن المجموعة تأثرت بشكل مباشر برحيل الناصيري، وأكد ذلك تصريح اللاعب محمد أوناجم في إحدى خرجاته الإعلامية، التي طالب فيها بعقد الجموع العامة من أجل تحسين وضع النادي.
البرناكي والخيبة
استبشر الوداديون خيرا بعقد الجموع العامة المتأخرة لناديهم منذ ثلاث سنوات، وتم انتخاب عبد المجيد برناكي رئيسا للمكتب المديري الجديد شهر مارس من السنة الجارية، لكن الأمور لم تسر بالشكل المراد، وتواصلت الهفوات بإهدار النقاط والابتعاد شيئا فشيئا عن نيل اللقب أو مركز مؤهل إلى المسابقات الإفريقية؛ وهو الأمر الذي قضى على آمال الجماهير التي كانت تمني النفس بمستقبل مشرق مع نائب الرئيس السابق.
تهاون المجموعة
من بين الأمور التي أشعلت غضب الأنصار خرجة البرناكي الإعلامية قبل مباراة “الديربي” أمام الغريم التقليدي الرجاء، التي وجه فيها أصابع الاتهام إلى بعض اللاعبين الذين “تخاذلوا وتكالبوا على النادي”، حسب وصفه، حيث قال إن منهم من “رفع قدميه” من الملعب ورفض أن يقدم ما ينتظره الجمهور منه، كما حرض زملاءه على اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي للتوصل بمستحقاتهم.
وأشار البرناكي أيضا إلى تواجد بعض الأشخاص الذين يرغبون برؤية الوداد في مستوى غير مستواه، وإقباره من خلال محاربته بشتى الطرق، المباشرة وغير المباشرة.
ترشيحات للأفضل
تم الإعلان عن فتح باب الترشيحات لرئاسة الوداد من خلال عقد جمع عام تم تقديم موعده من 18 يوليوز إلى الثالث منه بضغط من الجماهير، خاصة فصيل “وينرز” ومؤسسة المنخرط، لتتقدم مجموعة من الأسماء بطلباتها لتعويض الرحيل المرتقب للبرناكي، وهي خطوة ديمقراطية ستتيح لصاحب أفضل مشروع أن يقود سفينة النادي العريق، والمقبل على المشاركة في مسابقة كأس العالم للأندية التي ستحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية الصيف القادم.
تحذيرات “وينرز”
لم يستسغ “وينرز”، الفصيل المساند للوداد، ومعه فئة عريضة من الجماهير تصريحات الرئيس وتهاون اللاعبين، حيث حضروا بكثافة خلال آخر مباراة في الدوري أمام المغرب التطواني بملعب البشير بالمحمدية، ووجهوا رسائل قوية إلى اللاعبين والرئيس، يؤكدون فيها أنهم سيظلون سندا لناديهم وسيدافعون عنه في كافة الظروف.
المصدر: وكالات