مع مرور سبعة أشهر على مباشرة وزارة الداخلية إجراءات لترشيد استعمال المياه بمختلف جهات المملكة يرصد خبراء في المجال المائي عدم وصول هذه الإجراءات إلى هدفها الرئيسي، وهو “توعية المواطن”.
ودخل المغرب الذي يواجه ندرة المياه في فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعا في استهلاك المياه، خاصة في المسابح، مع رواج الحركة السياحية، وفي المنازل حيث ترتفع أوقات الاستحمام.
ومن الإجراءات التي قامت وزارة الداخلية بتنزيلها في دجنبر المنصرم “منع سقي جميع المناطق الخضراء والحدائق العامة أو تنظيف الطرقات والساحات العمومية باستخدام المياه الصالحة للشرب”.
ومنعت هذه التوجيهات أيضا “استبدال مياه المسابح أكثر من مرة في السنة، واستخدام المياه في الزراعات المستنزفة دون تنسيق مع وزارة الفلاحة والصيد البحري”. أما إجراء غلق الحمامات 3 أيام في الأسبوع فتم تركه لمنطق التوافق بين المهنيين والسلطات المحلية في كل جهة.
وقد أطلقت وزارة التجهيز والماء مؤخرا حملة للتوعية، آخرها فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى التحسيس بأهمية الاقتصاد في استعمال المياه.
وقال مصطفى بنرامل، الخبير في مجال الماء والبيئة، إن “هذه الإجراءات ظهر أنها محدودة، ولم تصل إلى ما كان متوقعا، وهو تحسيس المواطن”.
وأضاف بنرامل، لهسبريس، أن “الإجراءات كانت محدودة، كما أن حملات التحسيس لم تصل بالشكل المطلوب، فبقي المواطن في وضع المتفرّج فقط”.
وأورد الخبير في مجال الماء والبيئة أن غلق الحمامات وغيره من التدابير اصطدمت برفض من بعض المهنيين، وهو ما جعلها منقوصة، موضحا أن “الأهم هو المواطن، لأنه اللاعب الرئيسي في مسألة ترشيد استهلاك الماء”.
وشدد المتحدث عينه على أن “الوضعية المائية مازالت صعبة، فحقينة السدود ضعيفة، والصيف قادم، والكثير من المؤشرات لم تتغير رغم كل الإجراءات المتخذة”.
وتقول نشرة المديرية العامة لهندسة المياه بخصوص حقينة السدود ليومه الإثنين إن “النسبة الإجمالية لملء السدود تصل إلى نسبة 31.38 بالمائة، وقد تراجعت بنسبة 0.08 مقارنة بيوم أمس الأحد”.
واتفق إدريس أوزار، مهندس متخصص في مجال الهندسة المائية، على عدم نجاح هذه الإجراءات والحملات التحسيسية في “الوصول إلى توعية المواطن”.
وأضاف أوزار، ضمن تصريح لهسبريس، أن “المواطن حاليا يتصرف وكأن شيئا لم يحدث، وهو ما يستدعي تكثيف عمليات التحسيس في هذه الفترة بالذات قبل وصول شهري يوليوز وغشت، حيث يرتفع استهلاك المياه “.
واستدرك المتحدث عينه بأن “توجيه انتقادات للإجراءات التي باشرتها الداخلية في دجنبر في هذا الوقت قد يكون متسرعا، لأن تحقيق النتائج يتطلب وقتا طويلا للغاية، ولكن على مستوى التوعية والتحسيس هنالك تأخر كبير ومقلق”.
ودعا أوراز إلى “البحث عن وسائل تحسيسية أكثر نجاعة من أجل إيصال الرسالة المطلوبة لجميع المواطنين دون استثناء، والحرص على أن يكون التواصل فعّالا ويصل بالشكل المطلوب”.
المصدر: وكالات