شهد المعبر الحدودي لمدينة مليلية المحتلة ببني أنصار، في الآونة الأخيرة، حالة اكتظاظ شديد اضطرّ خلالها المئات من العابرين من المدينة الرازحة تحت السيادة الإسبانية صوب الناظور إلى الانتظار ساعات طويلة.
وتزامنت حالة الاختناق غير المسبوقة، التي شهدها المعبر الحدودي، مع عودة عدد كبير من الجالية المغربية المقيمة بالخارج لقضاء عطلة فصل الصيف في أحضان الوطن، والاحتفال بمناسبة عيد الأضحى رفقة العائلة.
وحسب المعطيات التي استقتها هسبريس، فإن السلطات خصصت 4 ممرّات لأفراد الجالية القادمين من الدول الأوروبية، فيما تم الاقتصار على ممرّ واحد فقط بالنسبة للمقيمين بمدينة مليلية، مما تسبب في خلق طوابير انتظار طويلة على مستوى المعبر الحدودي.
وفي تصريح لهسبريس، قال صالح العبوضي، نائب رئيس جهة الشّرق والمنسّق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالنّاظور، إنّ “ما يقع يوميا على مستوى معبر بني أنصار ومليلية المحتلة، سواء عند الدخول أو الخروج، من معاناة تدوم عدة ساعات من الانتظار أمر يتطلّب تدخّل الجهات المسؤولة لإيجاد حلّ عاجل”.
وأضاف المتحدّث أنّ “أغلب العابرين هم عائلات وأسر مغربية مصحوبة بالأطفال والعجزة في بعض الأحيان، وهذه الوضعية تحتاج التفكير بجدية للبحث عن الحلول الكفيلة بتسريع وتيرة العبور، إما بواسطة توسيع المعبر، بإضافة عدة ممرات، أو فتح معبر آخر على مستوى جماعة بني شيكر، مثلا، لتخفيف الضغط على معبر بني أنصار”.
هذا الإجراء، يتابع العبوضي، يتطلّب توفير موارد بشرية كافية ووسائل المراقبة الحديثة، دون الإخلال بالمنظومة الأمنية والجمركية، والتحلّي بالصرامة اللازمة لمحاربة كل ما من شأنه أن يضر باقتصاد المنطقة وأمنها.
من جهته، قال عبد الحميد عقيد، نائب رئيس جماعة بني أنصار، إن “حالة الاكتظاظ التي عاشها المعبر الحدودي غير مسبوقة، وتستوجب إيجاد حل عاجل لرفع المعاناة التي يعيشها الوافدون على الناظور من مدينة مليلية في كل مرّة، والمجلس الجماعي ببني أنصار توصّل بالعديد من الشكايات حول هذا المشكل الذي عمر منذ إعادة فتح المعبر الحدودي”.
وأضاف المتحدّث قائلا: “الكثير من العابرين خلال اليومين الأخيرين اضطروا إلى الانتظار ساعات طويلة، وصلت في أقصاها إلى 12 ساعة، لأن هؤلاء لم يجدوا حلا آخر، وكانوا ملزمين بأن يعبروا إلى الناظور للاحتفال بعيد الأضحى رفقة عائلاتهم”.
وأشار إلى أن “إجراءات التفتيش والمراقبة هي التي تستغرق وقتا طويلا، وبالتالي تسبب الاكتظاظ، وهي إجراءات لا بد منها قانونيا، لكن يجب تيسيرها على نحو يضع حدا لهذا المشكل العويص”.
وأبرز عقيد أن “حوالي 20 ألفا من ساكنة مدينة مليلية، التي تتجاوز 83 ألف نسمة، يفضّلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع بالناظور، ويخصصون يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع لزيارة المدينة، والتردّد على أسواقها ومحلّاتها التجارية ومطاعمها ومقاهيها”، لافتا إلى أن “استمرار هذا المشكل في المعبر الحدودي سيحرم إقليم الناظور من رواج سياحي واقتصادي مهمّ”.
المصدر: وكالات