على بعد حوالي 550 سنة ضوئية في كوكبة ذات الكرسي، ظهر سديم غريب «أجرام سماوية ذات مظهر غير منتظم» يبدو كأنه هالة بيضاء لشبح مرعب وغامض، تحيط به النجوم من كل مكان، ومن شكله المخيف سمي بـ«شبح كاسيوبيا»أو«IC 63»، يظهر في أوقات محددة من العام وفوق أماكن معينة أيضًا مثل المناطق الإستوائية، وفي الساعات الأخيرة تم رصده في دولة الإمارات بواسطة مرصد الختم الفلكي الذي التقط صورة عالية الجودة له.
أسرار «شبح كاسيوبيا»
في الساعات الماضية تمكن مرصد الختم الفلكي بالإمارات من التقاط صورة عالية الجودة لسديم شبح كاسيوبيا من صحراء أبوظبي، الذي يعتبر ظهور نادر للسديم فوق منطقة عربية، كان من قبل يظهر في المناطق الإستوائية فقط، لذا نستعرض بعض أسراره في السطور التالية، وفق موقع«esahubble» البريطاني:
يظهر السديم على شكل شبح غامض على مسافات بعيدة جدًا في الفضاء لا يمكن رصده بدقة عالية إلا في المناطق الإستوائية، فهو يبعد عنا 550 سنة ضوئية في كوكبة ذات الكرسي، الشبح الفضائي، وهو في الأصل سديم تشكل بواسطة الإشعاع الصادر من نجم متغير قريب منه لم يتوصل إليه العلماء حتى الآن ويكتسب هالة الضوء من إشعاعات نجم آخر يسبب تآكل سحابة الغبار والغاز الشبحية ببطء وهو سر تغير شكل السديم في الصور التي يلتقطها علماء الفلك.
الكوكبة التي بها شبح كاسيوبيا سميت على اسم ملكة متعجرفة في الأساطير اليونانية تدعى «ذات الكرسي» على شكل «W» يسهل التعرف عليه في سماء الليل، في الغرب من النقطة المركزية للكوكبة يقع نجم يسمى جاما ذات الكرسي، وهو نجم متغير عملاق أزرق – أبيض محاط بقرص غازي وهو مصدر إضاءة الشبح الغامض.
نجم جاما مصدر طاقته
نجم جاما ذات الكرسي الموجود في الكوكبة السابقة، الذي يؤثر حتى على سديم كاسيوبيا، له موصفات مرعبة فهو أضخم بـ 19 مرة وأكثر سطوعًا بـ 65000 مرة من شمسنا، يدور بسرعة مذهلة تبلغ 1.6 مليون كيلومتر في الساعة، أي أسرع بـ 200 مرة من نجمنا الأم، وهذا الدوران السريع يؤدي إلى انفجار الكتلة من النجم إلى القرص المحيط به.
الإشعاع الصادر من نجم جاما الكرسى قوي جدًا، يظهر تأثيره في شكل الألوان الموجودة في السديم الغريب على الرغم من ابتعاده عن النجم بسنوات ضوئية، وذلك بسبب قصف الهيدروجين الموجود داخل IC 63 بالأشعة فوق البنفسجية من جاما ذات الكرسي، مما يتسبب في اكتساب إلكتروناتها الطاقة التي تطلقها لاحقًا على شكل إشعاع هيدروجين ألفا – المرئي باللون الأحمر.