تعيش مجزرة البلدية في مدينة تنغير وضعا صعبا وخطيرا، نتيجة افتقارها لأبسط شروط النظافة والصحة العامة، بالإضافة إلى انتشار القطط والكلاب الضالة والروائح الكريهة، ما يجعل منها بيئة غير صحية مهددة لسلامة الجزارين وصحة المستهلك.
وكشف عدد من المهتمين بالبيئة في تنغير أن مجزرة البلدية المتواجدة بالقرب من إعدادية الوفاء، تشكل نموذجا صارخا لحالة الإهمال والتقصير الذي تعاني منه المرافق الحيوية في المدينة، قائلين: “بدلا من أن تكون هذه المنشأة مثالا للنظافة والصحة العامة، باتت تجسد صورة قاتمة للإدارة السيئة والاستهتار بسلامة المواطنين”.
عبد العالي حناوي، فاعل في المجال البيئي بمدينة تنغير، قال في تصريح لهسبريس: “لا يخفى على أحد أن مجزرة بلدية تنغير تفتقر لأبسط شروط النظافة والصحة”، مضيفا أن “خير دليل على ذلك انتشار القطط والكلاب الضالة، وسوء التهوية والإضاءة”، مؤكدا أن الروائح الكريهة المنبعثة من المكان تجعل منه بيئة خطرة على صحة العاملين وعموم مستهلكي لحوم هذه المجزرة.
مصدر موثوق كشف لهسبريس أن الوضع الحالي داخل هذه المنشأة أصبح يشكل خطرا على صحة المستهلكين، داعيا “السلطات المختصة إلى القيام بزيارة مفاجئة أثناء وجود الجزارين داخل المجزرة للوقوف على حجم المعاناة والخطورة”.
وقال المصدر ذاته: “على المجلس الجماعي لمدينة تنغير وشركائه العمل على تطوير البنية التحتية للمجزرة الحالية بما يتوافق والمعايير الصحية والبيئية”، وشدد على ضرورة استبدال التجهيزات الحالية وتحسين نظم التهوية والإضاءة وإنشاء مرافق صحية كافية، في انتظار بناء مجزرة عصرية جديدة تستجيب للمعايير الصحية والبيئية المعتمدة.
من جهته، أكد سعيد أعراب، فاعل جمعوي بمدينة تنغير، أن “الوضع الحالي للمجزرة لا يبشر بالخير”، قائلا: “خارج المجزرة يشبه مطرحا للنفايات. إنه مكان تجتمع فيها الكلاب والأزبال والتلوث والروائح الكريهة”، مشيرا إلى أن “داخل المجزرة سيكون أكثر سوءا، واللحوم التي يتم إخراجها من هذه المجزرة يجب أن يعاد فيها النظر بالرغم من الحصول على الترخيص البيطري القانوني”.
وأضاف: “من العيب والعار أن تبقى مدينة تنغير بدون مجزرة عصرية، على الجهات المسؤولة تحمل مسؤوليتها في الوضع الحالي لهذه المجزرة التي أصبحت تشبه مزبلة”، ملتمسا أيضا من السلطة الإقليمية في شخص عامل إقليم تنغير، “إرسال لجنة إقليمية للوقوف على هذه المشاكل وعلى واقع المجزرة من أجل حماية المستهلك وحماية البيئة من التلوث”.
مصدر مسؤول بمدينة تنغير أكد أن السلطة الإقليمية ناقشت موضوع إحداث مجزرة عصرية جديدة، وتم الترافع عنها من قبل السلطة الإقليمية في شخص عامل الإقليم، مضيفا أن “المجزرة العصرية سيتم بناؤها في القريب العاجل”.
وأردف المسؤول ذاته، الذي طلب عدم كشف هويته للعموم، أن “السلطة الإقليمية تتابع هذا الملف بالإضافة إلى ملفات أخرى عدة لإخراجها إلى الوجود، مثل بناء مجزرة عصرية وإصلاح شبكة الصرف الصحي بالوفاء وتوزاكت، وغيرها من الملفات التي هي من اختصاصات الجماعات الترابية”، موضحا أن “هذه المشاريع سيتم إخراجها إلى الوجود قريبا بتدخل من السلطة الإقليمية (وزارة الداخلية)”.
محمد بلمكي، رئيس مجلس جماعة تنغير، كشف في تصريح هاتفي لهسبريس أن “المجزرة الحالية المتواجدة بالقرب من ساكنة حي الوفاء ووسط ودادية سكنية جديدة، سيتم تغيير مكانها”، موردا أن “اللجنة التقنية خصصت مكان إحداث مجزرة إقليمية جديدة بالقرب من محطة المعالجة، سيتم بناؤها قريبا”.
وأضاف بلمكي أن “مشروع بناء مجزرة إقليمية بتنغير تم توقيع اتفاقيته بين الجماعة الترابية لمدينة تنغير ومجلس جهة درعة تافيلالت ووزارة الفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية”، مبرزا أن المجزرة الإقليمية الجديدة المرتقب بناؤها “ستكون عصرية وستتوفر على أحدث التقنيات، وسيناهز مبلغ إنجازها 20 مليون درهم”.
المصدر: وكالات