طرحت الحملة الترويجية “Light in Action”، التي نظمها المكتب الوطني المغربي للسياحة أواخر ماي المنقضي في أربع عواصم اسكندنافية، مجموعة من الأسئلة بخصوص “القيمة المضافة” التي تشكلها هذه السوق بالنسبة لمدينة أكادير التي تم التركيز عليها في عملية التعبئة التي استهدفت منظمي الرحلات والأسفار ووكلاء الأسفار.
الحملة المنظمة بكلّ من كوبنهاغن، هلسنكي، أوسلو وستوكهولم استدعت ضرورة فهم السياق الذي جعل التركيز منصبّا على أكادير، لكن كقاطرة لمدن حيوية أخرى مثل مراكش وطنجة والصحراء أيضا، لا سيما وأن عروس سوس كانت في وقت سابق ذات “إشعاع قوي” و”أثر فعلي” يوجه اختيارات السياح الاسكندنافيين، وهو ما تطلّب “إعادة الإحياء”.
مرحلة استئناف
وصال غرباوي، الكاتبة العامة للكونفدرالية الوطنية للسياحة، سجلت أن “الأسواق الاسكندنافية كانت من أهم وأكبر الأسواق السياحية التي تنعش الوجهات الشاطئية في أكادير لسنوات، إضافة إلى مساهمتها أيضا في انتعاش الدينامية السياحية بالمناطق المجاورة”، مضيفة أن “هذه السوق عرفت تراجعا كبيرا نتيجة مجموعة من العوامل، على غرار قلة الرحلات الجوية المباشرة وفقدان وجهة أكادير جاذبيتها وتنافسيتها على حساب وجهات أخرى”.
وأوضحت غرباوي أن “إعادة النظر في العرض السياحي بجهة سوس ماسة، خاصة الشاطئي، أصبحت أكثر ملاءمة للسوق الاسكندنافية”، مشيرة إلى أن “السوق الألمانية عرفت هي الأخرى تراجعا في الإقبال على المنتوج السياحي لأكادير والنواحي بسبب عوامل منها ما هو اقتصادي على غرار تضرر القدرة الشرائية للمواطنين الألمان، خاصة بعد جائحة كورونا، وعوامل أخرى”.
وشددت الكاتبة العامة للكونفدرالية الوطنية للسياحة على أن “البرامج والاستراتيجيات القطاعية التي انخرط فيها المغرب، خاصة خارطة الطريقة للنهوض بالقطاع السياحي وتعزيز مساهمته في النسيج الاقتصادي الوطني، وضعت في عين الاعتبار أهمية ملاءمة العرض السياحي الوطني مع متطلبات مختلف الأسواق السياحية العالمية، بما في ذلك هذه الدول”، مبرزة أن “تطوير البنيات السياحية في أكادير وتغازوت وأورير وإيموران والمناطق الشاطئية الأخرى، ساهم في عودة السياح إلى هذه الوجهات”.
ولفتت المتحدثة لهسبريس الانتباه إلى أهمية العمل على رفع حصة المغرب في سوق السياحة والسفر الاسكندنافيين، موردة أن “الخاصية التي تتميز بها هذه السوق هي أن تدفق السياح القادمين من هذه المناطق لا يقتصر فقط على موسم الصيف، إذ يفضل السائح الاسكندنافي عموما السفر خلال موسم الشتاء، وهذه ميزة تكميلية ومهمة وذات مردودية بالنسبة للعرض الوطني”.
دينامية جديدة
الزبير بوحوت، خبير في المجال السياحي، قال إن إعادة إبداء الاهتمام بالسائح الوافد من الدول الاسكندنافية يرجع إلى القوة السياحية التي يقدمها هذا السائح، خصوصا وأن معدلات الدخل في هذه الدول تعد من بين الأكبر في أوروبا”، مبرزاً أن “الأثر السياحي واضح، ويتجسد أساساً في الإنفاق العالي وفي تعزيز الرواج بالمناطق المتاخمة لأكادير أيضاً”.
وأوضح بوحوت، في تصريح لهسبريس، أن “الحملة جاءت في توقيت جدّ مناسب، خصوصاً بعد التأهيل الذي خضعت له عاصمة سوس، ونحن نعرف حجم محطة تغازوت، والآن العديد من المؤسسات الفندقية بدأت تنتعش وتعول على سائح تقليدي مثل الاسكندافي حتى تتقوى أكثر مؤهلات المنطقة ولفسح المجال للانتقال إلى مدن أخرى خارج منطقة سوس أساساً”.
وأوضح المتحدث أن هذه المدينة الساحلية “خضعت لعملية تشييد جديدة ضمن مخطط التنمية الحضاري الذي أعطى مكانة أساسية للسياحة، والملك محمد السادس كان واضحا حين دعا إلى تحويل أكادير إلى قطب اقتصادي، وبالتالي هناك اليوم أرضية موضوعية استثمرها المكتب الوطني المغربي للسياحة في ظل مواصلة استعادة الأسواق التي كانت تتراجع نتيجة تراجع المنتوج السياحي الذي بدأ يعود إلى أوج عطائه”.
المصدر: وكالات