عبر مجموعة من المشاهير المغاربة عن تضامنهم مع الفنانة المغربية المقيمة في قطر أسماء لزرق، بعد حادث منعها من الغناء في تونس في السادس من شهر يونيو الجاري، وذلك بقرار من وزارة الثقافة التونسية التي اعتبرتها “فنانة أجنبية”.
وساند الفنان بدر سلطان زميلته أسماء لزرق بعد الواقعة التي تعرضت لها، قائلا في رسالة مطولة عممها عبر صفحاته الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي: “أنا فنان مغربي وأحترم جميع الفنانين من جميع الجنسيات، لكن عندما لا تحترم دولة معينة فنانا ابن بلدي فهذا يجعلني أفكر برْشا برْشا، هل المغرب لا يحترم فناني الدول الأخرى؟”.
وتابع، “بالعكس، نحن نبالغ قليلا ونستقبلهم بالعمّاريةْ وفوق ذلك مبالغ خيالية. السؤال: هل هم ينادون علينا مع العلم أن الموسيقى التي نقدمها هي الرائجة اليوم؟”.
ودعا الفنان ذاته المسؤولين المغاربة إلى “مراجعة مجموعة من الأمور، ووضع الفنان المغربي فوق كل اعتبار وإعطائه الأولوية عن الآخرين”.
من جهته، ندد نادي الفنانين المغاربة، برئاسة المغني عبد العالي الغاوي، بالواقعة التي تعرضت لها المطربة المغربية في البلد الجار بعد رفض مشاركتها في حفل فني خاص بالفنانة التونسية الراحلة ذكرى محمد عقب تلقي الشركة المنظمة مراسلة من وزارة الثقافة التونسية، انطلاقا من كونها فنانة أجنبية.
وعبر النادي، في بلاغ له تتوفر هسبريس على نسخة منه، عن “استغرابه هذا الموقف غير المبرر، الذي ينطوي على إقصاء واضح لا يستند إلى أسس موضوعية، خاصة أن الحفل أعلن عنه منذ مدة، ووضعت فيه صورة الفنانة المغربية لترويجه”.
وتابع البلاغ: “نعلن تضامننا اللامشروط مع الفنانة أسماء لزرق، وندعو الجهات المسؤولة لتحمل مسؤوليتها، والسعي لسن قانون ينظم توافد الفنانين الأجانب على المغرب من باب المعاملة بالمثل”.
بدوره، قال الفنان الباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي في رسالة موجهة إلى وزارة الثقافة: “إنه في الوقت الذي يستقبل المغرب دون أدنى مشكل يذكر كل الفنانين العرب، ويحضرون حتى بفرقهم الخاصة دون أن يستفيد معهم موسيقيو بلدنا الأكفاء، ويعودون سالمين غانمين بمبالغ محترمة وبالعملة الصعبة، نجد عديد بلدان عربية تضع قيودا وشروطا صارمة للسماح بمشاركة الفنانين الأجانب، منها ضخ مبلغ محترم في صندوق نقابة البلد، وتشغيل نسبة مهمة من الموسيقيين المحليين، لاحظنا هذا في حفل بودشار سواء في مصر أو في تونس، وقد تم تداول وثيقة صادرة عن نقابة الفنانين اللبنانيين، على نطاق واسع في وسائل التواصل منذ فترة طويلة، تنص على هذا التقنين”.
وتابع بأن “آخر الضحايا الفنانة المغربية أسماء لزرق، فبعد أن تم الإعلان عن مشاركتها في حفل خاص بالمطربة التونسية الراحلة ذكرى محمد يوم سادس يونيو بالمسرح البلدي بتونس العاصمة، توصل المنظمون بمراسلة من وزارة الثقافة تضع شرطا لإقامة الحفل استبعاد الفنانة المغربية أسماء لزرق، باعتبارها فنانة أجنبية”.
واعتبر الخلوفي أن هذا السلوك المشين من طرف وزارة الثقافة التونسية يدفع للتساؤل عن الإجراءات التي ستتخذها وزارة الثقافة المغربية في إطار المعاملة بالمثل، والإسراع بسن قانون ينظم حضور الفنانين الأجانب للمغرب، وكيفية اشتغالهم، مضيفا أن “هذه هي المناسبة الملائمة لتوحيد الصف النقابي في المغرب، ونبذ الفرقة والتشتت، قصد توحيد الجهود لإيجاد إطار قانوني ينظم دخول الفنانين الأجانب للمغرب”.
المطربة المغربية سناء مرحاتي هي الأخرى استنكرت ما حدث مع زميلتها الفنانة أسماء لزرق، معتبرة أن الموازين مختلة وأن أي مهرجان في المغرب لا تكتمل برمجته إلا بإدراج فنانين عرب وأجانب.
وذكرت أنه بعد اطلاعها على لائحة المشاركين في مهرجان موازين هذه السنة، وجدت أن بعض الأسماء خفت وميضها في الفن، بل واقتربت من التقاعد، موردة أن “الوضع أصبح أشبه بإعادة تدوير القمامة، في مقابل ذلك لا يستفيد الفنانون المغاربة لا من المهرجانات داخل المغرب ولا حتى خارجه بدعوى أنهم أجانب”.
المصدر: وكالات