بعينين مغلقتين وأنامل مبدعة تجد شيماء محمد، الفتاة العشرينية، تنظم الخيوط وترتبها بشكل محكم وأنيق، لتبدع في فن المكرمية، ومن خلال تنسيق الألوان والتكنيك الخاص بلغة برايل، تنتج كثير من المشغولات اليدوية، لتنجح وتصبح مدربة لهذه الحرفة ويتعلم على يديها آلاف من المكفوفين، إذ اعتمدت على أن تصديق الحلم هو أول خطوات النجاح.
فقدت البصر فتعملت فن المكرمية
بحرفية تامة أنتجت «شيماء» آلاف الأشكال من المكرمية، تغزل بيديها وهي تتخيل شكل القطعة ولونها، وعندما تنتهي منها تسمع آراء الآخرين في درجة إتقانها لها، فتبتسم ابتسامة فخر واعتزاز بما تصنعه.
تحكي «شيماء» لـ«الوطن»، قصة فقدها البصر وبداية عملها في الفن اليدوي: «عانيت من ضعف البصر المفاجئ وأنا في تانية ثانوي، وشخصني الدكتور بأني مُصابة بمياه بيضا في عينيا الاتنين»، موضحة أنها أجرت عملية جراحية، لكنها لم تنجح بل تعرضت لخطأ طبي سبب لها مضاعفات أدت إلى ضمور في العصب البصري، وبالتالي فقدان البصر.
أصيبت بحالة نفسية سيئة لم تخرج من البيت على إثرها، حتى عزمت على أن تكمل تعليمها بإرادة وقوة في مدرسة «النور للبنات»، تحكي: «قابلتني عوائق عشان أتعلم لغة برايل، لكن مستسلمتش وكملت تعليمي لحد ما حصلت على ليسانس آداب، وبعد كده اتعلمت فن المكرمية من كتر حبي للمشغولات اليدوية».
حرفة المشغولات اليدوية
تعلمت كل فنيات المكرمية وأشكالها المختلفة، ثم التحقت بإحدى جمعيات المكفوفات: «في وقت قصير أتقنتها، هي كانت مختلفة شوية عشان أنا بعملها بلغة برايل، بس أنتجت آلاف القطع من الشنط والمفارش والفوانيس»، حلمت كثيرًا أن تصبح مدربة لفن المكرمية، وبالفعل أتاحت الجمعية الفرصة لها ولآلاف الفتيات اللاتي تعلمن الحرفة على يديها.
استطاعت «شيماء»، أن يكون لها دخلًا من المشغولات اليدوية، وسعت إلى أن يكون لها محل خاص تعرض فيه منتجاتها، لكن لم يوفقها الحظ حتى الآن: «عندي طموح أفتح محل أعرض فيه شغلي اليدوي خصوصا إنى أسرتي واقفة جنبي وبتدعمني».