استشعرت «ميادة» في طفولتها مدى الآلام الذي يتعرض له مرضى السرطان، خاصة الأطفال الذين تنتهي حياتهم في غالب الأحيان بالموت، فأرادت أن تكرس حياتها وجهودها لمساعدتهم وإسعادههم قدر المستطاع، لكن لم تُتح الفرصة حينها للفتاة التي كانت تدرس في الصف الثالث الإعدادي، لكن حلمها استمر معها حتى كبرت، وقررت أن تنشئ جمعية لمساعدة مرضى السرطان.
جمعية «مساندة» لمرضى السرطان
قررت ميادة عبدالحميد، الطالبة بالفرقة الثالثة في كلية الزراعة جامعة جنوب الوادي، أن تدشن جمعية تحت اسم «جمعية مساندة لمرضى السرطان»، تهدف من خلالها لمساعدة مرضى السرطان ماديا ومعنويا، بما تجمعه من تبرعات من أعضائها أو المتبرعين لها.
فكرة إنشاء جمعية لدعم مرضى السرطان
بدأت الفكرة عندما كانت «ميادة» في الصف الثالث الإعدادي، حيث صُدمت بوفاة ابنة مدرسها التي كانت تعاني من مرض السرطان: «الفكرة جاتلي في تالتة إعدادي لما كانت بنت أستاذي عندها سرطان، فأنا كنت مصاحباها وبحبها جدا، وكان نفسي أسعدها بأي وسيلة، لكن مكنش عندي الإمكانية لذلك، وللأسف البنت ماتت بعدها بفترة».
تضيف الفتاة العشرينية، أنها بعد ذلك الموقف الأليم، أصرت على أن تلتحق بكلية الطب، وتتخصص في قسم الأورام، لكن لم يحالفها التوفيق، وهنا اتجهت حياتها لطريق آخر.
استقر الحال بابنة محافظة قنا، بالدراسة في كلية الزراعة، ومن أول يوم لها في الجامعة قررت أن تجمع أكبر قدر ممكن من زملائها لمساعدة مرضى السرطان بشتى الطرق: «بدأت في الدفعة بتاعتي أتكلم عن الفكرة.. والحمد لله كتير تفاعل معايا لحد ما كونت تيم من 69 طالب وطالبة»، وبذلك الفريق استطاعت تجميع قدر كبير من التبرعات، واتجهت بها إلى معهد أورام قنا، ومستشفى أورمان الأقصر، لتوفر لهما المستلزمات الضرورية للمرضى.
تقول «ميادة»: «الحمد لله قدرنا نوفر دعم معنوي ومادي ومستلزمات طبية من سراير وكراسي كيماوي»، وبهذا الفريق استطاعت الفتاة التي لم تتم عامها الحادي والعشرين، أن تؤسس تلك الجمعية بهدف مساندة مرضى السرطان في محنتهم.
زيارة مستشفى سرطان الأطفال
يقول علاء عبدالحميد، شقيق «ميادة» وأحد أعضاء الجمعية، لـ«الوطن»، إن أخته استطاعت أن تكوّن فريقا منذ نحو عامين، وقامت بزيارة إلى مستشفى سرطان الأطفال في القاهرة، وهي حاليا تعتبر من أصغر المؤسسين لجمعية خيرية تهتم بمرضى السرطان، إذ تشغل رئيس مجلس إدارة جمعية «مساندة» لمرضى السرطان، والمشهرة برقم 1816 لسنة 2024، بوزارة التضامن الاجتماعي.