غزة/ حسني نديم/ الأناضول
أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة:
– أطفال القطاع يعانون صدمات نفسية وظروف معقدة
– إسرائيل تعمدت تنفيذ عمليات قتل لأفراد عائلات فلسطينية كاملة ومسحها من السجل الدني
– لا يمكن بأي شكل من الأشكال التأقلم مع الظروف السائدة حالياً
– الحرب الإسرائيلية تركت أثرًا عميقًا سواء على الصعيد الصحي أو النفسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي
قال مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، إن “إسرائيل تعمدت منذ بدء حربها المدمرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فرض معادلة جديدة فيما يتعلق بضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني بالقطاع”.
وفي مقابلة مع الأناضول، أفاد الشوا، أن “إسرائيل تواصل محاولاتها المتعمدة لتدمير وضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني في غزة منذ بدء عدوانها عليه قبل أكثر من نصف عام، وهذه المحاولات تأتي بالتزامن مع كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها القطاع وعملية نزوح كبيرة واقتلاع للسكان من بيوتهم وتدميرها”.
ويعاني مليونا فلسطيني من أصل 2.3 مليون في قطاع غزة من ظروف معيشية وصحية صعبة وكارثية للغاية بسبب النزوح في مراكز الإيواء أو في مخيمات اللجوء أو لدى أقاربهم، حسب تقارير حقوقية وأممية.
وأنشأ النازحون مخيمات مؤقتة في مدن رفح وخان يونس (جنوب) ودير البلح وبلدات الزاويدة (وسط)، لكنها تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها، وفق مسؤولين حكوميين في غزة.
** صدمات نفسية
وقال الشوا إن “إسرائيل تعمدت تنفيذ عمليات قتل لأفراد عائلات فلسطينية كاملة ومسحها من السجل الدني”.
وأضاف المختص الاجتماعي: “هناك الآلاف من الأطفال الأيتام بدون أب أو بدون أم أو بدونهما معا ويعيشون الآن في ظل أوضاع نفسية غير مسبوقة بكل معنى الكلمة”.
وبين أن “جميع أطفال غزة يعانون صدمات نفسية بسبب القصف الإسرائيلي المستمر وعدم الشعور بالأمن في ظل الكارثة الإنسانية المحققة في القطاع بفعل الحرب وتداعياتها الخطيرة”.
ويعد الأطفال والنساء المتضرر الأكبر من هذه الحرب المدمرة التي خلفت أكثر من 113 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا.
** أوضاع كارثية
وأوضح الشوا، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “صعب جداً” بسبب عدم توفر أدنى مقومات الحياة على صعيد الإيواء والغذاء والمياه والملابس وغير ذلك بعد أن ترك السكان بيوتهم ليعيشوا في مراكز النزوح في ظروف “معقدة وكارثية”.
وبحسب الشوا، فإن إسرائيل “تمعن في جرائمها وتتعمد أن تصيب المنظومة الاجتماعية والمنظومة النفسية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في غزة حتى تعمق هذه الأزمة وتديمها لفترة طويلة، بحيث يعيش معها الأطفال والنساء بشكل خاص لأطول فترة من أعمارهم سواء عبر التأثيرات الجسدية أو النفسية أو المجتمعية بفقدان الأب أو الأم أو الزوج أو الإخوة أو الأبناء”.
وأوضح الشوا “أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال التأقلم مع الظروف السائدة حالياً في ظل عمليات النزوح والقصف المتواصل والأوضاع اليومية الصعبة وهو ما جعل المواطن يعيش في صدمة نفسية”.
وقال: “إن جميع سكان قطاع غزة فقدوا مصادر دخلهم، و70 بالمئة منهم فقدوا المنزل الذي هو مركز الأمان للعائلة وباتوا يعتمدوا بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية”.
وبين المختص الاجتماعي أن الحرب الإسرائيلية “تركت أثرًا عميقًا سواء على الصعيد الصحي أو النفسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ناهيك عن تدمير البنية التحتية الصحية في المستشفيات والمراكز والعيادات وعدم إدخال الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية ما تسبب بتعميق الأزمات الإنسانية الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض بشكل كبير جدا بين السكان والنازحين”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات