صدر للكاتب خالد مسعودي كتاب “زمن الجراح من الريف السامق إلى الحوز الباسق- نصوص أدبية” عن دار الأمان للنشر والتوزيع بالرباط، قدم له الشاعر محمد علي الرباوي.
وتم إصداره إثر زلزال الحوز مع ربطه بالزلزال الذي ضرب الريف سنة 2004م؛ لتشابه الأحداث والوقائع بينهما في شدة الهول، وكسر الخاطر، وعمق الجرح الذي نزف قلوب المغاربة، بأسلوب أدبي رصين، يجسد الوظيفة الاجتماعية للأديب تجاه قضايا مجتمعه، ودوره في التوجيه الرسالي ضمن السرد بأسلوب بديع ،وبلغة شاعرة في أتم صناعة.
والكتاب يعالج علاقة الإنسان بالزمن في أبعاده المختلفة، فهو الكيان المؤطر له، يحيا فيه، ويخضع لسلطته من هذا الجانب، ويحرره من قيوده من جهة صناعة تاريخه وأمله ويأسه، وعند فشل بعض الناس في الحياة يغفل عن حريته التي مارسها في الزمن، فيحمله سبب فشله، فيسبه ويتذمر، أما المجد الناجح فإنه يمدحه ويحيا فيه سعيدا، ويرى الوجود جميلا، لهذا تجسدت هذه النظرة الثنائية النسبية تجاه الزمن على مر التاريخ.
ويتناول الكتاب الأحداث التي صاحبت الزلزال قبله بساعات وأثناءه وبعده؛ ليقارب من خلالها سرعة تبدل الأحوال في الزمن ذاته، الزمن الخطي من جهة الفوات وعدم الاستدراك، والزمن الدائري من حيث عودة الأحداث، كأحداث زلزال الريف، بتأمل أدبي يجلي نظرة الإنسان إلى الحياة والموت بانطباع وَلَّدته ظروف مفاجئة يكون فيها أكثر موضوعية في التصور، وأصدق في المشاعر وفي إشراقات الوجدان.
ويعتبر الكتاب مساهمة تضامنية يواسي من خلاله الكاتب مفجوعي الحوز والمناطق المتضررة بالزلزال، وإبرازا لقيم التكافل والتآزر والتضامن التي عرف بها المغاربة في أزمنة الأزمات والكوارث.
وقد قال الشاعر محمد علي الرباوي في حق هذا الكتاب: “إنها-المقدمة- وباقي الفصول إبداع جميل يذكر بالرسائل زمن الدول المتعاقبة، وتقوم هذه الرسائل على قدرة لغوية كبيرة…الزلزال بأهواله هو من دفع الكاتب إلى هذا التأمل الذي صيغ بلغة أدبية عالية يحضر السجع في كثير من فقراته…هذا الكتاب القيم بموضوعه، وأسلوبه هو إحياء لفن أدبي قديم في تراثنا هو فن الرسائل. وأرى أن الكاتب نجح في هذا الإحياء بما وفر لكتابه من إبداع يجعل القارئ يشعر بالمتعة”.
أما الشاعر والناقد الزبير خياط فيصف كتاب “زمن الجراح” بأنه “سردية حزينة بحس تضامني وطني إنساني وبلغة تراثية بليغة قوية تستدعي البيان والبديع، وتستدعي الشعر العربي بأجمل صيغه ومعانيه. إحساس الكاتب التضامني ينتقل به من ريفنا السامق إلى حوزنا الباسق، جامعا بين شوامخ الوطن في مأساة الزلزال الذي ضرب الأرض، لكنه أيقظ الشعور الوطني. الكاتب خالد مسعودي في زمن الجراح رتق بلغته الرصينة التراثية ثقوب فواجع الزلزال ومآسيه، وأخرج لنا متنا راقيا جديرا بالقراءة”.
يذكر أن الكاتب خالد مسعودي من مواليد كبدانة بإقليم الناظور، حاصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، بجامعة محمد الأول، وجدة، تخصص: الفقه الإسلامي وأصوله، وباحث في فقه النوازل. له مؤلفات جماعية؛ منها: “دراسات في الفكر والأدب”، الاتحاد العام للمبدعين بالمغرب، ط:1، أبريل 2022م، و”أحكام الطواعين والأوبئة في نوازل الغرب الإسلامي”، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس، المغرب، ط:1، 2022م. وله مقالات في مجلات وطنية ودولية، وشارك في ندوات وألقى محاضرات.
المصدر: وكالات