أورد ملخص ورقة بحثية قُدمت ونوقشت خلاصاتها ضمن أشغال المؤتمر الدولي الثالث حول موضوع “استكشاف دور وسائل الإعلام في العصر الرقمي”، ضمن محور “التضليل الإعلامي”، الذي أشرف على تنظيمه فريق البحث في تحليل الخطاب التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، نهاية أبريل الماضي، أن “التطور التكنولوجي المتسارع أدى إلى زيادة تنوع المصادر الإعلامية وتعقيد التحديات المتعلقة بالتحقق من المعلومات ومكافحة التضليل الإعلامي”.
وأكد ملخص الورقة، التي أنجزها كل من أنوار لكحل، باحث في سلك الدكتوراه بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وإيمان أغوتان، باحثة في سلك الدكتوراه بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، الإعلاميين بقناة “ميدي1 تيفي”، أن “مكافحة التضليل الإعلامي أضحى يمثل قضية معقدة ومتعددة الأبعاد تؤثر على المجتمعات حول العالم”.
وأتت مساهمة الباحثين ضمن أشغال المؤتمر ذاته بمقال علمي تحت عنوان “التضليل الإعلامي.. من الإشاعة إلى الصناعة”، مسجلين أنه “مع الانتشار السريع والقوي لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنيت تَغير دور الإعلام تدريجيا، مما أتاح للجمهور ليس فقط استهلاك المحتوى؛ ولكن أيضا إنتاجه ونشره”، حسب تعبير الملخص الذي توصلت به هسبريس.
كما استعرضَا ضمن هذا المقال العلمي ما وصفاه بـ”الإشكاليات الكبرى للموضوع”، مفضلين في “الطرق التي يمكن من خلالها للمؤسسات الإعلامية أن تنشر معلومات مضللة وتأثير ذلك على الرأي العام وصنع القرار السياسي”، معرجين على أن “التضليل الإعلامي لم يعد يقتصر فقط على نشر المعلومات الكاذبة؛ بل يشمل، أيضا، إساءة استخدام الحقائق وتقديمها بطريقة تخدم أجندات معينة”.
وناقش المقال، المرتقب صدوره ضمن مؤلَّف يجمع مساهمات المشاركين بالمؤتمر، “الأساليب المختلفة المستخدمة في التضليل الإعلامي؛ بما في ذلك الانتقاء الانتقائي للحقائق، واستخدام الصور والرسومات بطرق مضللة، وتوظيف اللغة العاطفية لتشكيل الآراء والمشاعر، وكيفية استخدام هذه الأساليب لخلق تصورات خاطئة أو لتعزيز وجهات نظر محددة، مما يؤدي إلى تشويه الحقيقة وتضليل الجمهور”.
وركز المقال على “دور وسائل التواصل الاجتماعي كأدوات قوية في نشر التضليل الإعلامي، نظرا لقدرتها الهائلة على الوصول إلى جمهور عريض بسرعة وبتكلفة منخفضة”، مع مناقشة “كيفية إسهام خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة من خلال تفضيل المحتوى الذي يولد تفاعلاً كبيراً، بغض النظر عن دقته”.
وبعد رصدهما “التأثيرات السلبية للتضليل الإعلامي على الديمقراطية والثقة العامة في المؤسسات، ويمكن للتضليل أن يؤدي إلى انقسامات اجتماعية، وتآكل الثقة في الإعلام والسلطات، وتعقيد عملية صنع القرار المستنير من قبل المواطنين”، لفت الباحثان إلى “مناقشة الاستراتيجيات الممكنة لمكافحة التضليل الإعلامي؛ بما في ذلك تعزيز التعليم الإعلامي بين الجمهور تطوير أدوات فحص الحقائق وتقنيات التحقق من المعلومات، وتشجيع وسائل الإعلام على الالتزام بمعايير الصحافة الأخلاقية”.
وإجمالا، بسط الباحثان “رؤية شاملة ومعمقة حول مشكلة التضليل الإعلامي وتأثيرها على المجتمع العالمي، من خلال تحليل الأساليب، التأثيرات والحلول المتعلقة بالتضليل الإعلامي، والإسهام في تعزيز الوعي حول هذه القضية الحرجة ويسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى مواجهتها بفعالية”.
المصدر: وكالات