توقع تقرير لوزارة الاقتصاد أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية إلى 26 مليار دولار بحلول عام 2028 تماشيا مع استثمارات الدولة الكبيرة في البنية التحتية والخدمات الصحية. ويشير التقرير أيضا إلى أن هذا الالتزام يتجلى في التطوير المستمر لـ 700 مشروع رعاية صحية ، بإجمالي 60.9 مليار دولار ، مدفوعا بشكل أساسي بمساعي القطاع الخاص.
ومن المتوقع أن يبلغ حجم الإنفاق على الرعاية الصحية 4.6 % من الناتج المحلي الإجمالي للدولة بحلول عام 2026. ومن المقرر أن ينمو سوق الأجهزة الطبية في الدولة 1.5 مليار دولار بحلول عام 2025 بمعدل سنوي مركب يبلغ 4.4 % بدءاً من عام 2020، فيما بلغت قيمة قطاع الرعاية الصحية في دبي بأكثر من 4.6 مليارات دولار سنوياً ويتضمن ما يزيد على 75 شركة تأمين توفر أكثر من 12 ألف بوليصة تأمين.
كما وسعت حكومة الإمارات من الاستثمارات الصحية الأجنبية من خلال استقطاب كبرى المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، وبرزت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل متسارع كوجهة للاستثمار في القطاع الصحي وتعتبر استراتيجية دبي الصناعية ورؤية أبوظبي 2030 صناعة الدواء كأحد القطاعات الرئيسية الفرعية التي تم تطويرها نظراً لآفاق النمو المستقبلية لهذه القطاعات .
كما نجحت حكومة الإمارات في ترسيخ برامج السياحة العلاجية عبر استقطاب التخصصات الدقيقة والكوادر الطبية المتميزة إلى جانب المراكز الصحية العالمية المرموقة، وشهدت السياحية العلاجية في دولة الإمارات نمواً بواقع 14 مليار درهم في عام 2021 بينما وصلت في نهاية العام 2023 إلى نحو 19 مليار درهم. ووفقاً لاستبيان أجراه المركز الدولي لبحوث الرعاية الصحية شمل 46 دولة، احتلت دولة الإمارات المرتبة السادسة في المؤشر العالمي للسياحة العلاجية عام 2020 /2021.
وحرصت حكومة دولة الإمارات على مدار17 سنة ماضية على بناء منظومة رعاية صحية عالية الجودة ترتكز على بنية تحتية متطورة وكوادر طبية فائقة الخبرة وفي مختلف التخصصات الطبية، بما في ذلك التخصصات الطبية النادرة، والتي أسهمت بدورها في خفض أعداد المرضى المواطنين الذين كانوا يسافرون في السابق للعلاج في الخارج.
وحققت الإمارات نتائج باهرة في المؤشرات التنافسية العالمية في المجال الصحي، حيث احتلت المرتبة الأولى عالمياً في التحصين ضد الحصبة، وفقاً لتقرير مؤشر الازدهار 2023 الصادر عن معهد «ليجاتم» الذي أشار أيضاً إلى حصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشرات تغطية الرعاية السابقة للولادة، وغياب الوفيات والإصابات من الكوارث الطبيعية ووجود برامج وطنية للكشف المبكر.
وشكلت المؤتمرات والمعارض الطبية التي استضافتها الإمارات منصة عالمية لإطلاق الأفكار الخلاقة والحلول التطويرية في مجال الرعاية الصحية على المستويين الإقليمي والدولي، وعلى سبيل المثال أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر الصحة العربي أول منصة من نوعها للبحوث الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، كما أطلقت الوزارة مبادرة الكشف المبكر عن مرض السكري.
إلى ذلك، يستعد حفل توزيع جوائز الصحة السنوي الخامس ، الذي تنظمه مجلة الصحة ، لتكريم التميز في الرعاية الصحية مرة أخرى هذا العام في 20 نوفمبر 2024 في دبي. ومن المقرر الكشف عن الفائزين خلال حفل سيُقام في دبي في 20 نوفمبر 2024.
وتم إضافة قطاعات جديدة بما في ذلك الاعتراف العالمي ، والتعليم الطبي ، والأدوية ، والطب البيطري ، واختراقات الذكاء الاصطناعي إلى الفئات. من المتوقع أن يستقطب هذا الحدث أكثر من ألف مشارك، بما في ذلك قادة الرعاية الصحية والمهنيين والمشاهير العرب وبوليوود البارزين، ويعرض التزام قطاع الرعاية الصحية بالتميز والتقدم والاحتفال بالنجاح.
وقال الدكتور ثومبي محي الدين: “تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز التميز وتعزيز الجودة والبنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية في المنطقة. ونتيجة لذلك، فإن مثل هذه التحسينات لا تلبي احتياجات السكان المحليين فحسب ، بل تضع دولة الإمارات العربية المتحدة كوجهة رائدة للسياحة العلاجية، وبالتالي تعزيز قطاع الرعاية الصحية في البلاد.